التلميحات بأن للمملكة دوراً في احداث 11 سبتمبر تأتي في إطار حملة مستمرة لا تخبو إلا لتشتعل مجدداً لاستهداف هذه البلاد والإسلام والمسلمين.
وقد تزامن مع نتائج التحقيق الذي أجراه الكونجرس الأمريكي حول هجمات 11 سبتمبر دراسة أمريكية عن الدين والسياسة زعمت ان عدداً كبيراً من الأمريكيين يرى ان الدين الاسلامي يحض على العنف.
وفي مثل هذه الأجواء المسمومة تنطلق الادعاءات من كل جانب كما تروج الأكاذيب، واستهداف المملكة باعتبارها أكبر دولة مسلمة يستهدف في ذات الوقت ديننا القويم.
ولطالما أثنت الولايات المتحدة على دور المملكة في محاربة الارهاب، ومع ذلك فإن هناك داخل تلك الادارة من يسوؤه ان تتحدث واشنطن بإيجابية عن المملكة ويسارع الى الحاق الأذى بالعلاقة بين البلدين كلما ظهرت بوادر على تعزيز التعاون بين البلدين أكثر وأكثر، وذلك من أجل أهداف سياسية مرتبطة خصوصاً بالأوضاع الإقليمية ومسيرة السلام.
ان هذه الاتهامات الباطلة التي لا يسندها دليل تتناسى ان المملكة ذاتها تعرضت وما زالت لمؤامرات ارهابية وأنها ضحية للإرهاب وهي بالتالي من أكثر المناهضين للإرهاب ومن أبرز العاملين من أجل القضاء عليه.
وللمملكة في هذا المقام سجل حافل بالإنجازات فهي أصدرت مع شقيقاتها الدول العربية الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب وكان لها دور مشهود من خلال مجلس وزراء الداخلية العرب لإصدار هذه الاتفاقية التي جاءت في وقت بدا فيه انه من الضروري للغاية التصدي لخطر الارهاب المتنامي ليس في المنطقة فحسب بل وعلى نطاق العالم.
ان مجرد انتماء بعض المتهمين بهجمات سبتمبر الى المملكة لا يبرر بأي حال من الأحوال ان تؤخذ كامل هذه البلاد بجريرة نفر قرروا الخروج عن تقاليدها ونظمها وعن المسلك الإسلامي القويم ليرتكبوا مثل تلك الجرائم.
وسيكون من المفيد تكريس تعاون دولي فعّال من أجل مواجهة خطر الإرهاب بدلا من اطلاق الادعاءات والأكاذيب الواهية التي حالما يبني عليها الذين يتحينون مثل هذه الفرصة حملات تتسم بالغوغائية إلا أنها تخلق رأياً عاماً يلقى بتأثيره على مجمل سياسات الدول، ويؤدي الى تعقيدات في العلاقات والى إحباط آليات التواصل في وقت تحتاج فيه الدول الى إطلاق تعاون فعّال لمواجهة أخطار الإرهاب.
|