|
|
قد لا تفلح عزيزي القارئ أحياناً في معرفة ماركة السيارة التي تجاوزتك بسبب السرعة الفائقة والشنيعة إن صح التعبير، نعم يحصل ذلك عندما تتحول إحدى التقنيات الحضارية الأكثر شيوعاً وهي السيارة إلى أداة للقتل والتفكيك يجب التوقف والنظر بعمق إلى ماهية العلاقة التي تربط الإنسان بالموجودات من حوله وعندما تفجع الأسر بأطفالها وفلذات أكبادها بسبب طائش أو مستهتر يجب التوقف للتعرف على ما الذي يولد التداعي في حجم النتائج السلبية الفظيعة بالرغم من حجم الخسارة وانتفاء قيمة الربح بعد ان تجاوزت هذه الآلة الحديدية كافة خطوط الإنذار إلى حد التهديد لكل من تقع بيده من المراهقين الطائشين. ونحن في ذلك سوف نواجه عوامل أكثر خطورة وتمنعا وهما «السائق» قائد الأداة من جهة «والرادع» العلاج الوقائي، فمن جهة فالسائق يصعب السيطرة عليه عندما يكون خلف المقود ولكن من السهل ان يسيطر السائق على المقود بدافع من ذاته ولكن عندما يكون من خلف المقود مراهق أو شاب لا يعي خطورة ما يفعل، عندها سنحتاج إلى جهد مضاعف لتحقيق السيطرة المطلوبة على محرك الآلة حتى يسيطر هو بدوره على الأرقام الخرافية لعدد القتلى والمصابين من قائدي السيارات ومستخدميها ومهما عمل من التوعية والدراسات والتحضير فان استجابة السائق وعقلانيته هي التي تحدد مدى النجاح في ذلك، وعندما لا ينجح السائق فهذا مرده إلى أمرين: إما أنه لم يستوعب ما قيل وما حذر منه أو انه يفهم ويعي ولكنه مستهتر لأنه لا يرى في العقاب المترتب على عدم التقيد ردعاً يخشى منه، وبالتالي فان الحال سوف يبقى على ما هو عليه وكلما زاد عدد المركبات المصرح بها للقيادة زاد خوف الناس على أنفسها إذا كان ربع من يستخدمون هذه الآلات والمركبات لا يبشرون بوعي مروري ونظامي يجعل من الممكن ان نصدق ان تخلو شوارع المدن والطرق السريعة من المجازر البشرية بسبب السرعة وجنونها فالأرقام في تزايد والضحايا في تزايد والسيارات في تزايد ولكن الأنفس والأرواح وأعضاء السائقين لا مجال للمساومة عليها ومن هنا فان نقطة تصادم المجتمع مع جزء من بنيته البشرية في استمرار ما استمر الاستهتار وغاب الرادع الناجع وشددت الرقابة على السائقين وطبق النظام بحق الجميع وحررت المخالفات بشكل فوري وضيق الخناق على المستهترين عندها يحفظ النظام وجاهته التي لا يقبل ان تمس بأي حال من الأحوال لما ينطوي عليه هذا الأمر من محاذير قد تفسر لصالح المخالفين عندما يرون بان النظام فيه شيء من الكرم والسماحة وهم أولى به وهذا يحدث عندما يأمن العقوبة من يأمنها ويفلت من العقاب من يفلت من السائقين المتنزهين بسياراتهم في الشوارع طولها وعرضها. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |