Saturday 26th july,2003 11258العدد السبت 26 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

للفيحاء هيت للفيحاء هيت
خالد اليوسف

إن السياحة في بلادنا اليوم اضحت شيئاً يختلف عن غيره من النماذج المماثلة في البلدان الأخرى، فدائماً ما تنجح المملكة في محاكاة الغير بل والتقدم عليه ومع ذلك تظل متمسكة بدينها وبخصوصياتها وعاداتها وتقاليدها مما أثار كثيرا من رسمات الدهشة على وجوه البعض من الاخرين، والتجارب التي خاضتها المملكة وفقاً لذلك كثيرة ليس أولها تعليم البنات ولن يكون آخرها تشجيع السياحة الداخلية، وذلك في حدود ما لا مخالفة فيه للشريعة الإسلامية، وهذا بعكس المجتمعات الاخرى والتي أخذت من الغير الغث والسمين فانصهرت في التقليد، وذابت في التبعية وحسبت ان لا تقدم أو حضارة أو نجاحاً لأي مشروع حضاري او علمي اوثقافي.. إلا بتنحية الدين ومخالفة العادات واللهث وراء الاخر، لذا اصبحت المملكة النخلة الباسقة، ذات الطلع المليء بالخير والمحبة والصفاء ترتوي من ماء الشريعة الاسلامية، وتنهل من علمائها الربانيين لتواكب كل جديد، وتبحث في كل مفيد والسياحة في المملكة، سياحة جميلة فيها كل ما تبحث عنه النفس، في الشمال أو الجنوب أو في الشرق أو الغرب فقارة هي في دولة، مع ما في ذلك من الراحة النفسية، والطمأنينة الروحية، والترويح المباح، والأمن في طول البلاد، وإن كانت المملكة بهذه التجربة الوليدة قد قطعت بعض الخطوات الأولى في المرحلة الأولى فإنه لا يزال هناك الكثير مما يجب عمله، وبخاصة كل ما يتعلق بالفرد العادي ذي الدخل الأدنى فهو قياس كل نجاح لكل مشروع تنموي، أو ما يتعلق بضبط بعض التجاوزات الاجتهادية، وهكذا تجد جميع مدن المملكة الرئيسية قد اقامت للسياحة فيها موطناً كل حسب إمكانياته وقدرات منطقته على الجذب السياحي فتعددت المناطق وكثرت المراكز السياحية بأشكال متعددة، الا ان ما يلفت النظر أن هناك منطقة في بلادنا الغالية فيها من الخيرات العامة، والغيوث العامرة فيها مجرة من المحبة والنبل والإخلاص، حباها الله بطبيعة رائعة ومناظر ناضرة، من الفيحاء وهي مركزها النابض بمزارعها وجنانها، وأوديتها وآثارها، وحدائقها وبراريها، الى جلاجل ذات الماء الزلال، والشواهد من الآثار، والنخيل والأشجار والمراكز الأخرى ذات المواقع الجذابة فحرمة تلك المدينة التليدة ذات التاريخ المجيد بشوارعها وأزقتها وشعابها وأوديتها، والروضة الندية، المدينة العصرية ذات الجمال والوقار، على سدها (كورنيش) يضاهي تلك التي في الشرق أو الغرب، وحديقة غناء لا مثيل لها إلا في الخيال، أما الحوطة فتسير في الخطى وتبني لها مجدا، الى غير ذلك من مدن ومراكز منطقتنا الحبيبة (سدير) تلك التي استغرب الى الآن عدم تفعيل المناشط الصيفية فيها، أو الاهتمام بها من الناحية السياحية، هي منطقة ذات معلم بارز دينياً وتاريخياً وحضارياً وجغرافياً وأثرياً بل وإنسانياً فما زال الشعراء يتغنون بمآ ثرها المادية والمعنوية، وما زال الكثير من المفكرين والكتاب حينما يدعون لها ينشرون في كتاباتهم الإبداع عما شاهدوه فيها فلماذا لا نبدأ من الآن فهي فكرة حرية بالنجاح يشجع ذلك ما حبا الله أهلها من كرم الضيافة، وحسن المعشر، وطيب اللقاء، وبشاشة الوجه ورحابة الصدر، فهلا ابتدر المختصون فبدؤوا الطريق ولو بخطوة، وإني لأثق أن المسؤول الأول صاحب السمو الملكي الأمير سلمان لن يكون إلا الداعم الأول، والمشجع الأكبر لأن في ذلك الخير والتنمية وحفظ البلاد والعباد، فليتحرك اهل الاختصاص وليخططوا من الآن لرسم سياسة عامة نستشرف بها النجاح بإذن الله ولتكون فيها من الفاعليات السياحية ما يحفظ للاسرة المسلمة خصوصياتها وللمنطقة تاريخها، لتكن سياحة جميلة يتعرف فيها السائح على هذه المنطقة بكل محافظاتها ومراكزها وآثارها، وإني هنا أرشح محافظة المجمعة لتقوم بهذا الدور بالتنسيق مع باقي المراكز الاخرى فتمسك بزمام المبادرة، ولتجعل الصيف في هذه المنطقة صيفاً سديراوياً فتقيم الدورات، والمهرجانات المباحة، والمناشط السنوية، ولتخطط لرحلات صيدية وأخرى خلوية، ولزيارات ميدانية لكل المحافظات والمراكز الأخرى في المنطقة، ولكل الأودية والشعاب والمواقع الأثرية التاريخية، وليكن لهذه الحملة الشعار المناسب وإني اقترح ان يكون الشعار (للفيحاء هيت) فاللفظة الاولى هي احد الأسماء التي اشتهرت بها مدينة المجمعة أما الثانية فهي لفظة دارجة اختص بها اهل هذه المنطقة وهي عربية فصيحة بمعنى تعال وأقبل فلنتعاون جميعا لتحقيق سياحة أخرى في بلادنا الغالية تضاف للمراكز والفعاليات السياحية الموجودة، فما أجمل السياحة في بلادنا، تلك التي انضبطت بالدين والاخلاق ومحاسن العادات وابتعدت عن المشاهد السيئة من إقامة المراقص او الحفلات الماجنة أو التبرج والسفور والاختلاط، بل إن السياحة هنا اصبحت إحدى الوسائل في الدعوة والإصلاح والهداية وهذه من نعم الله علينا أن هيأ لنا قادة مخلصين وعلماء ناصحين، وشباباً مهتدين، ونساء صالحين فهيا أهل سدير وهيا أهل الفيحاء الى التعاون والتعاضد لرقي وازدهار منطقتنا، فهيا أيها القارئ هيا للفيحاء ولسدير هيت فهي لكل سائح بيت.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved