تحية طيبة وشكر صادق وبعد:
فقد قرأت ما سطره يراع الكاتبة القديرة فاطمة العتيبي في زاوية «نهارات أخرى» يوم السبت 19/5/1424هـ والذي تحدثت فيه عن المعاناة التي واجهتها اثناء مراجعتها لاحدى المستشفيات والاسلوب الفض الذي قوبلت به.
كما تطرقت لاهمية الاستعانة وفتح المجال امام ابناء وطننا الغالي في مهنة التمريض تلك المهنة الحساسة والتي لا تقل اهمية عن مهنة الطبيب اذ ان الممرض متى ما كان ذا لباقة في كلامه ورقياً في تعامله انعكس ايجاباً على المريض وارتاح نفسياً وكان ذلك واقعاً كبيراً في تخفيف مصابه حتى وان كان مصاباً بمرض مستعصٍ، واننا واقولها بكل صراحة - وللاسف - لم نعط الشباب السعودي والذي انخرط في هذه المهنة الانسانية الفرصة بل ولا الثقة في نفسه، لم ندعمه ولم نشجعه وإنما نكافئه بالاحتقار والتقليل من شأنه ورميه بأقذع الالفاظ مما حدا بالكثيرين منهم الى التحول لاعمال ادارية ومكتبية وترك مهنتهم السامية.. ولا ادري كيف تسمح وزارة الصحة لهم بعد ذلك؟ اذ انهم طاقات متفجرة وقدرات فاعلة تعلموا واتقنوا مهامهم المناطة بهم في الكليات والمعاهد الصحية والتي تحفل بأساتذة اكفاء ودكاترة نبلاء وانفقت عليهم الدولة - رعاها الله - اموالاً طائلة وهيأت لهم السبل ووفرت لهم الامكانات.. فلماذا تعطل قدراتهم؟ ولماذا التنازل عنهم؟
ان ابن الوطن هو الذي يحس بما يحس به اخوانه في وطنه انه يعيش معاناتهم ويتلمس حاجاتهم وينصح في عمله ويعمل بجد واخلاص ويعطي ويضحي ويبذل الغالي والنفيس بغية تفريج هم ابناء وطنه وتنفيس كروبهم والتخفيف من مصابهم ومواقفهم في ذلك مشهورة ورائعة تذكر فتشكر واذكر اني راجعت أحد ابنائي إلى احدى المستشفيات الحكومية في مهمة علاجية، فكان يتواجد في قسم الطوارئ مجموعة ممرضين من الشباب السعودي المتقد حماساً ونشاطاً وحيوية في ظل وجود ممرضات من جنسيات مختلفة، فما كان منهم الا ان ابدوا استعدادهم للقيام بالمهمة وانبرى احدهم لعلاج ابني وكنت اتابع لحظات العلاج وقد طفح السرور على وجهي وغمرني شعور زهو وفخر بأبناء وطني الاوفياء حيث الاتقان والاخلاص.. فما كان مني الا ان شكرتهم واثنيت عليهم بما يستحقون.. انها الثقة في ابناء الوطن متى ما وجدت فسيتألقون.. ويبدعون ويظل هذا الوطن الغالي شامخاً معطاءً بطاقاته وجهود ابنائه البررة.. وان وجدت عينات مقصرة فلا يعني ذلك ان نهمل هذه الفئة الغالية.. انها دعوة لوزارة الصحة بأن تقيم دورات خاصة بعد التخرج او في بداية الانخراط في هذا المجال الحيوي لجميع الخريجين من هذه الكليات والمعاهد الصحية ممن يتعاملون مع اغلى شيء على الارض وهو الإنسان.. هذه الدورات تكون في الجوانب الانسانية والاساليب الراقية في التعامل مع المرضى وذويهم واهمية هذه العمل الذي يؤدونه.. راجياً ان يجد هذا الاقتراح صدى لدى المسئولين في وزارة الصحة وعلى رأسهم معالي الوزير الممتلىء حيوية ونشاطاً الدكتور حمد المانع وفقه الله. ودمت يا وطني شامخاً عزيزاً فخوراً بأبنائك.
عبدالله بن سعد الغانم/مدينة تمير/سدير
|