* الدمام - حسين بالحارث:
رصدت «الجزيرة» رودود الفعل الكبيرة التي احدثتها مضامين الخطاب الشامل والوافي لصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني التي اعلن خلالها إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فقد تحدث عدد من اصحاب الرأي بالدمام معبرين عن سرورهم بهذه الخطوة التاريخية التي تعكس صدق اهتمام القادة بالمواطن والسعي لراحته وتحقيق امنه.
في البداية تحدث الكاتب الاستاذ نجيب الخنيزي فقال: في تصوري ان الاعلان عن تأسيس مركز متخصص في الحوار الوطني يمثل خطوة تاريخية في الاتجاه الصحيح وهو يعكس القناعة المتزايدة بضرورة تفعيل النشاطات والحوارات الوطنية وسيكون خطوة باتجاه استقطاب الكفاءات الفكرية والثقافية ومن المهم في هذا الصدد أن يكون هذا المركز منفتحا على الواقع الموضوعي في المجتمع الذي يتسم بالتعددية والاختلافات والمنحدرات المختلفة سواء كانت مناطقية او ثقافية او فكرية وهو ما يعطي امكانية حقيقية لتعدد قراءة الواقع باعتباره ضرورة الراهن والمستقبل خصوصا في ظل التحديات الخطيرة المحلية والاقليمية والدولية وما تتعرض له المملكة من اعمال ارهابية لها ضررها الفكري والثقافي المعروف ناهيك عن مختلف السيناريوهات المطروحة من الخارج من قبل جهات دولية نافذة حيث تلاحظ هناك تصعيدا للضغوط والتدخلات في الشئون الداخلية للمملكة تحت يافطات وعناوين مختلفة.
من هنا جاءت اهمية التركيز على الوحدة الوطنية وترسيخ هوية ثقافية مشتركة تستند إلى التعددية والقبول بالآخر والانفتاح على كافة المكونات الاجتماعية.
وفي اعتقادي ان مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني معني بالدراسات والبحوث ذات الطابع العلمي وفي ضوء الشفافية والعلنية والمصارحة ازاء مختلف المشكلات والسلبيات التي شابت مسيرة بلادنا خصوصا في السنوات الاخيرة.
ومن المهم أن يبتعد مركز الحوار الوطني عن النخبوية والفئوية او الانحياز الى رؤية معينة بعينها.
وهذه مهمة الجميع الدولة والنخب والافراد.
وحول الارهاب ومكافحته وما ورد بخصوصه في كلمة سمو ولي العهد قال نجيب الخنيزي: عندما يأتي الحديث عن مكافحة الارهاب يجب عدم الاقتصار على الجانب الأمني رغم اهمية ذلك لان الارهاب يبتدئ فكراً ثم يتحول الى نشاط حركي واعمال وممارسات ارهابية وبالتالي من الضروري فضح هذا الفكر الاقصائي والتكفيري الرافض للآخر وهذا يستدعي بالضرورة ترسيخ قيم ثقافة التسامح والقبول بالآخر المختلف كما يستدعي اصلاحات بنيوية على المستويات السياسية والثقافية وعلى صعيد الخطاب الاعلامي والديني والتربوي وفي هذا الصدد نثمن ما جاء في كلمة سمو ولي العهد باعتباره يعكس توجهات جادة للقيادة من اجل الانتقال بالحوار الوطني الى مستوى ارقى وأعلى.
كما تحدث ل «الجزيرة» المحامي المستشار القانوني سالم بن مبارك فاضل الفاضل فقال هذا التوجه ينصب في مصلحة الوطن والمواطن وخطوة رائدة من خطوات الاصلاح في بلادنا واستجابة لرغبات المواطنين ومشاركتهم وقد سررنا كثيراً واستبشرنا خيراً لهذه التوجهات واننا نباركها وهو في الحقيقة لا يستغرب من ولاة امر هذه البلاد فهم اصحاب المبادرات لكل ما من شأنه مصلحة الوطن والمواطن ورفعته وعزته وتعزيزاً للوحدة الوطنية والاندماج بين اطيافه روحياً وفكرياً بين ابناء الوطن الواحد ومناقشة همومهم على مختلف اطيافهم ومذاهبهم ونبذ الفرقة والعنصرية والتكفير والتحزب والتخريب والانحراف والعنف وقتل النفس البريئة التي حرمها الله الا بالحق ليحل الوئام والالفة والاندماج والحرية المنضبطة واحترام النظام وضيوف البلاد وتنوير المجتمع ايماء لهذه التوجهات.
والحمد لله ان ابناء الوطن مسلمون يؤمنون بأن الله ربنا وان محمداً رسولنا دستورهم كتاب الله وهم اهل قبلة واحدة وهم جزء من العالم الاسلامي وكذلك العالم الآخر يتأثرون بما يتأثر به هذا العالم فهم جزء منه وديننا والحمد لله الاسلام هو المثل والقدوة الصحيحة للبشرية الناسخ لكافة الاديان وهو جاء للناس كافة وليس لفئة دون الاخرى وهو يبني ولا يهدم وهو مستقيم غير منحرف وهو الحق ولا حق غيره فيه الرحمة فيه التسامح فيه المساواة واحترام الآخرين على مختلف الوانهم واشكالهم وليس الهداية الى الطريق الصحيح بالقوة والقتل والتفجير والتكفير والرأي الواحد وانما بالطرق المحببة للنفوس وبالحسنى والحوار البناء واحترام الآخر ومشاركته والوسطية في كل التصرفات.
ان هذه التوجيهات التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير عبدالله كانت في الحقيقة في مكانها الصحيح. وفي الختام اسأل الله أن يديم على هذه البلاد النعمة والامن والامان ويوفق ولاة الامر الى ما يحبه ويرضاه والى الامام يا وطني محفوظاً بحول الله وقوته من شر الاشرار وكيد الفجار.
ويقول الاديب الاستاذ محمد محفوظ: لاشك ان المملكة في هذه الفترة تواجه جملة من التحديات التي تتطلب رؤية جديدة لمواجهتها على الصعيد الوطني ويأتي تأسيس مركز للحوار الوطني كجهد وكخطوة لخلق الرؤية الجديدة التي تمكننا جميعا من مواجهة تحديات المرحلة وصعوبات اللحظة.
لذلك فاننا نعتبر ان هذا المركز خطوة رائدة في سبيل تعزيز قيم الحوار والاعتراف بالآخر وجودا ورأيا وتسامحاً التي نتمكن من خلالها من طرد كل موجبات الغلو والتعصب من الفضاء الاجتماعي والوطني ونود أن نؤكد على مجموعة ملاحظات وافكار اساسية في هذا الاطار:
اولا أن الحوار الوطني يتطلب مناخا نفسيا وثقافيا يبعد عن المواقف الجاهزة والمسبقات التاريخية والنفسية التي قد تحول دون الحوار السليم بين مجموعة تعبيرات الوطن لذلك فاننا بحاجة الى تنقية نفوسنا جميعا من كل رواسب المواقف الجاهزة التي قد لا تعكس بالضرورة حقائق الامور والاشياء فلكي ينجح مشروع الحوار الوطني نحن بحاجة الى توفير مناخ ايجابي وسليم على المستويين النفسي والاجتماعي.
ثانيا: ينبغي أن نعتمد على منهج الفهم قبل التفاهم بمعنى ان كل طرف من اطراف الوطن ينبغي ان يتواصل مع الطرف الآخر من خلال مصادره الفكرية والثقافية لكي نوفر مستوى من الفهم الدقيق والسليم عن بعضنا البعض.
ثالثا: ان الحوار الوطني ينبغي ان يتسرب الى مجموعة تفاصيل حياتنا بحيث ان الطالب في المدرسة والتاجر في السوق والموظف في الدائرة بحاجة ان يتواصلوا مع قيم الحوار حتى تكون هذه القيم من ثوابت الوطن وثقافة المواطنين ونتطلع الى ان يشمل نشاط هذا المركز كل مناطق المملكة وعلى مختلف الصعد والمستويات ونطمح أن يكون هذا المركز نواة لتشكيل مشروع اجماع وطني جديد على اسس ومبادئ تأخذ بعين الاعتبار حقائق الوطن وحاجاته الملحة في هذه اللحظة التاريخية.
محمد محفوظ اديب وكاتب
|