* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
ترتفع الأصوات ويحتد النقاش اليومي في المجالس والديوانيات وفي المناسبات التي تعتبر وسائل لرصد وقراءة الرأي العام السعودي الواعي ومدى تفاعله مع الأحداث الأخيرة التي شهدتها دول عديدة في عالمنا اليوم، وتحظى عمليات الحرب على الارهاب الذي يهدد أمن الدول والشعوب ويعصف باقتصاديات الأمم بنصيب وافر من الاهتمام لما يمثله الارهاب من مخاطر عديدة حيث إنه أصبح عدواً للاستقرار العالمي وخطراً على أعتى الاقتصاديات وتتركز النقاشات على النتائج التي يتداولها المهتمون بهذا الأمر على خلفية ما شهدته دول كثيرة من عمليات ارهابية في الآونة الأخيرة مع التركيز على كيفية حماية الوطن من تكرار مثل تلك العمليات الارهابية.
ويرى عدد من المتابعين أن هذه العمليات أسفرت عن نتائج عديدة أكثرها سلبي وفيها جوانب ايجابية بسيطة ولكنها هامة لأنها ساهمت في صياغة الرأي العام حول التنظيمات الارهابية ويرى هؤلاء المراقبون أن العمليات الأخيرة حققت نتائج اعتبروها مؤشرات هامة في مسيرة الحرب المعلنة على الارهاب وتشكل دعماً لجهود الدول والمجتمعات التي تضامنت لمضاعفة الجهود وتنسيق التعاون للتصدي لهذه الآفة بعد أن شعر الجميع بخطرها وسلبياتها وتابعوا مخاطرها العديدة على الساحة السعودية وفي العديد من الدول خلال الأسابيع الماضية والتي تمثلت في التفجيرات الآثمة التي شهدتها عاصمتنا الغالية وراح ضحيتها عدد من الأبرياء الذين حرم الله قتلهم وما تبع ذلك من محاولات يائسة للفئة الباغية التي وردت أسماء أعضائها في بيانات وزارة الداخلية للفرار من يد العدالة بالانتشار في العديد من المدن عابثين بأمن الوطن والمواطن وحرمة المواطن بل وأيضاً حرمة المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتين لم تسلما من ممارسات هذه الفئة التي انتهكت كل المحرمات في سبيل بلوغ أهدافها المريضة ومنها الاخلال بأمن هذه البلاد والتي اثبتت الأيام أن أمنها ولله الحمد قوي وصعب اختراقه أوتجاوز قدرات رجاله الذين تصدوا كعادتهم لكل المحاولات ولقنوا الارهابيين دروساً لن ينسوها حيث نجحوا في اسقاط كل المطلوبين تقريباً ولله الحمد في العديد من المناطق وفي دقة شهد لها الجميع ولله الحمد وعززت ثقة المواطن بقدرات رجال الأمن السعوديين الذي ضحوا بحياتهم في بعض المواقف في سبيل حماية أمن الوطن واستقرار المجتمع.
ومن المؤشرات الايجابية لهذه الحملات الموفقة انكشاف حقائق اهداف هذه الفئة الباغية وكشف فكرها ودحض ما يروجه منظرو هذه الفئة من أفكار مريضة وآراء حاقدة ظاهرها الاصلاح والسلام وباطنها الفساد وسفك الدماء واستباحة حقوق المسلمين والتعدي على الآمنين والتي سوقها بعض من جعلوا أنفسهم منظرين لهذه الجماعات والتنظيمات بعد أن أجهدوا أنفسهم بتغليف طرحهم المريض بعبارات فضفاضة جذابة اعتمدت على قاعدة دينية مع التركيز على مهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية وظلمها للعرب عطفاً على مواقفها المتعاطفة مع الكيان الصهيوني وغير ذلك من قضايا تخاطب وتستهوي البسطاء وتتستر خلف الدين الإسلامي الذي يرفض كافة اشكال التطرف والعدوان، وقد جاء طرح هذه الجماعات لفكر الاصلاح الذي يروجونه مستنداً على رغبة معلنة وهي التغيير من خلال النصح والارشاد والبعد عن العنف وهو ما جعل هذه الجماعات تكسب تعاطف الكثيرين من البسطاء الذين يشعرون بالظلم ولكن الرغبة الأكيدة وغير المعلنة. فقد بدت للجميع حيث عرت الأفعال الآثمة الأخيرة هذه العصابات واسقطت عنها آخر ورقة توت كانت تستر أخطاء هذه الفئة حيث تابع الجميع الأفعال المشينة لهذه الفئة التي تمثلت في ترويع الآمنين وقتل الأبرياء وحفظ كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات وغير ذلك من الأفعال الشاذة التي تتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. كما أن هذه الفئة وقد انكشف أمرها فقدت الكثير من التعاطف معها حيث حرص الجميع من المواطنين والمقيمين على التعاون مع رجال الأمن للايقاع بافراد هذه العصابات المجرمة والتي تساقط أفرادها ولله الحمد والمنة بفضل من الله ثم بفضل يقظة رجال الأمن وتعاون المواطنين بل إننا رأينا أن أهالي بعض المطلوبين تعاونوا من أجل تسليم ابنائهم، ويعتبر المراقبون هذه النتائج ضربات محكمة وجهها الأمن السعودي لهذه التنظيمات في حرب مفتوحة على الارهاب تدعمها وبقوة قيادة هذه البلاد وبمشاركة وطنية من الجميع وينفذها بمهارة واقتدار رجال الأمن.
كما لاحظ المتابعون لهذا الشأن أن شعبية ابن لادن والظواهري وغيرهما قد تدنت كثيراً بعد أن أثبتت التحقيقات تورط القاعدة أو أن أحد التنظيمات المرتبطة بها كان وراء التفجيرات الآثمة في الرياض وبعدها في الرباط والتي راح ضحيتها عدد من الأبرياء كما شعر المتعاطفون مع هؤلاء بتحول كبير في توجهاتهم على الأرض لبلوغ أهدافهم ولو بأساليب دموية واجرامية وهو ما انعكس على وضع هؤلاء في الشارع الإسلامي الذي تعاطف في فترات طويلة مع ما يروجوه وخاصة في أعقاب أحداث 11 سبتمبر التي تزداد النقمة عليها في عالمنا الإسلامي بعد تأييدها المطلق تقريباً في حينه تعبيراً عن مشاعر الغضب والكراهية التي يشعر بها العرب والمسلمون من مواقف الولايات المتحدة الأمريكية السلبية تجاه القضايا الإسلامية والعربية وخاصة القضية الفلسطينية، فغالبية كبيرة من العرب والمسلمين الذين أيدوا وبصوت عال تلك الأحداث عادوا إلى عقولهم وهم يرون أن هذه الأحداث شكلت منعطفاً خطيراً في مسيرة قضايانا الإسلامية العادلة حيث تحارب الولايات المتحدة الأمريكية العالم الإسلامي تحت شعار الحرب على الارهاب الذي أعلنه الرئيس بوش عقب تلك الأحداث واستهداف الإسلام ليس كدين كما تؤكد الدوائر الأمريكية وانما المستهدف هم فئات ضالة جنت بأفكارها الغريبة واعمالها الشاذة التي يرفضها الدين الإسلامي الحنيف على دول وشعوب عربية واسلامية حيث تابعنا ما حدث في افغانستان وما تتعرض له المنطقة العربية من ظروف استثنائية حرجة ترتبت على الاحتلال الأمريكي للعراق والتهديدات الأمريكية المتواصلة للعديد من الدول العربية والإسلامية.
ويبرز السؤال ماذا حققت هذه التنظيمات التي يقودها هؤلاء سوى الدمار وخدمة أهداف الغرب وتقديم أهم خدمة لتمكين الغرب من تحقيق رغباته التي كانت مجرد أحلام؟
|