لابد من القول ان صدور موافقة خادم الحرمين على تأسيس مركز للحوار هي خطوة مهمة وذات مغزى كبير وتأتي الأهمية ان تأسيس مثل هذا المركز إحدى المؤسسات الوطنية عليها ان تمارس دوراً في بناء التنمية في المملكة فالتنمية ليست بناء الجسور والطرق فقط بمعناها الحسي ولكن تمتد كذلك لبناء جسور التواصل بين أفراد المجتمع ومثل هذا المركز هو القناة المناسبة لتحطيم الجدار الذي يعزل فئات المجتمع عن بعضها وتبني جسور التكافل بما يقوي المجتمع كما ان اقامة هذا المركز إحدى الأولويات لتعزيز الوحدة الوطنية التي يتحدث عنها البعض وكأنها ستحقق من ذاتها، فالوحدة الوطنية تتعزز بوجود أسباب وآليات منها مثل هذا المركز ومنها آليات تأتي تباعاً.
وقد أشار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله في خطابه للمواطنين إلى المغازي العميقة لإنشاء مثل هذا المركز وكذلك التوصيات الواحدة والعشرين عن اللقاء الوطني للحوار الفكري اكدت على إنشاء مؤسسة للحوار وطالبت بتوسيع الحوار وتعميقه ليشمل اهتمامات أكبر.
القضية الأساس حاليا هي الوحدة الوطنية فالمملكة دولة حديثة وهي شاسعة المساحة وبحاجة للتعارف والتكافل وفهم البعض بين المواطنين فهذه الحواجز الطبيعية موجودة على مر الدهر والجانب الآخر الذي يعزز الوحدة الوطنية نتيجة للضغوط التي تهدد بلدنا وافرزت هجمات ارهابية لترويع الآمنين،
ومن جهة ما نجده من إصرار من جانب التيار المسيحي المتشدد الليكودي في الولايات المتحدة الأمريكية والذي أخذ على عاتقه وجعل ديدنه محاربة أي جهد سعودي باعتبار أن جهود المملكة تتقاطع مع أجندة تريد تلك القوى تمريرها تتعلق بالقضية الفلسطينية وهذه تمثل نوايا سيئة تتهدد البلد وإن شاء الله ان البلد أقوى منها ولكن هذا لا يمنع ان هناك تحديات علينا أكثر من أي وقت مضى ان ننهض لها.
هذا وقت العولمة ووقت التنافس المفتوح والمملكة بحاجة ان تفوز في هذا السباق فالأجندة العالمية الآن أشبه ما تكون بدورة تصفيات والمملكة تريد ان تحرز مكانة متقدمة لمصلحة أبنائها وحرصاً على تحقيق مكاسب اقتصادية واستراتيجية عديدة وهذا لن يتأتى إلا بجبهات داخلية قوية والنظر إلى تحسين مناخ الاستثمار الذي لن يضر معتقداتنا ولا خصوصياتنا بل بالعكس هو سوف يقويها أكثر.
د. إحسان بوحليقة(*)
(*) عضو مجلس الشورى
|