يقولون في الكتب نثراً وشعراً: إنَّ حب الوطن من الإيمان.!!...
فكيف يحبُّون الوطن، وهم يسهرون اللَّيل، وينامون النَّهار؟، في ليلهم يتابعون وسائل التَّرفيه، وفي نهارهم لا يحصدون تعب الجهد؟...
و... كيف يلوِّنون جدار بيوتهم في الداخل، ويزخرفونها، ويطلون أسوارها من الخارج وينوِّرونها؟ بينما يدلقون القهوة والشَّاي والعصير والبقايا وهم يركضون في الصحراء، وعلى الأرصفة، وعند أبواب البيوت؟
و... كيف يحبُّون الوطن، وهم في خارجه يبذلون المال، ويبدِّدون الوقت، بينما في داخله يحاسبون على الريال، ولا يستغلُّون الوقت.
هذا الحب الذي يمارسون الحديث عنه لماذا لا يتحول إلى سماء والعمل إلى غيمة تهطل؟! حتى في لحظات الاستراحة، وإتِّكاءة السَّكينة، يمكن أن تدرَّ هذه الغيمة برشاش الحب...
فلا يكون اللَّيل إلاَّ لما يكون له النهار...
ولا تفتح خزائن إلا وتكون له...
عمل، وبذل، وفكر، وإحساس، و..... بصمت، دون كلام!!
فالذي يتشدَّق بالوطن لا يعمل للوطن!
والذي يجيِّر كلَّ أقواله للوطن، لا يشعر بالوطن...
الوطن: الأرض التي تشرب من غيمة سحاب الحب وهي تهطل دون أن تتحدَّث وهل رأيتم غيمة تعلن عن اندلاقها؟... أم هل أخبرتكم قطراتها إلى أين ستذهب؟.... المطر يسقط، لا تعلم إلاَّ أنَّه يدرُّ ويدرُّ وذلك صوته المسموع، أمَّا عمله...، فيستوطن أعماق كلِّ شيء، كما يغسل أوجه كلِّ شيء؟ وبعد المطر... ترتهج السطوح وترتوي الشِّعاب...
فما يقال في الكتب شعراً ونثراً...
من يترجمه قولاً وفعلاً؟
حين يتحوَّل القول إلى عمل، والعمل هو الذي ينطق تماماً كما تفعل الغيمة من قبل ومن بعد؟!
|