قبل فترة امتدت الأيادي البيضاء لخادم الحرمين الشريفين رعاه الله في مشروع إنساني وحيوي امتداداً لعطاءاته الإنسانية اللامحدودة، إنه مشروع إنشاء مركز متخصص لأورام الثدي، ايماناً منه - حفظه الله - بأهمية سلامة المرأة السعودية كعنصر فاعل في هذا المجتمع لايقل أهمية عن الرجل.
ولاشك ان إنشاء هذا المركز يعد نقلة طبية واعية تبعث الأمان والاطمئنان لنساء هذا البلد ممن يعانين من هذا الداء الخبيث، ومهما تعددت الأسباب المؤدية إلى الإصابة بسرطان الثدي وتنامي ذلك عند النساء لأسباب وراثية أو تناول نوعيات من الطعام بأسلوب غير صحيح فإننا نشير إلى إحدى الدراسات التي أجراها بعض المتخصصين والاستشاريين في هذا المجال التي غفلت عنها كثير من السيدات، حيث ثبت ان نسبة الإصابة بسرطان الثدي تزداد كلما ارتدت المرأة مشد الصدر «السوتيان» لفترات أطول، حيث ان الضغط على الثدي يؤدي إلى منع المواد الموهنة السامة من الخروج من الجسم، وبالتالي إلى تكوين أورام غير حميدة، مما يعني وجود علاقة وثيقة بين أسلوب ارتداء السوتيان وبين الإصابة بسرطان الثدي وخصوصاً إذا ما توافرت عوامل مساعدة، كالاستعداد الجسماني.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور سيدتي سينجر مدير معهد الدراسات الطبية للأغراض العلمية في هاواي:
إن مشد الصدر السوتيان يؤثر على الجهاز الليمفاوي في الجسم حيث ان الضغط على الثدي لفترات طويلة يؤدي إلى تكوين «تكسين موهن» مسبب للسرطان.
ومن الثابت علمياً ان معظم المواد الموهنة السامة تتركز في الدهون الموجودة في الجسم، فالثدي مكون أساساً من أنسجة دهنية، وأنه إذا ما ارتدت المرأة السوتيان- خاصة المتماسك الذي يضغط على الثدي بصورة شديدة- فإن ذلك يعمل على تقليص أنسجة الثدي، ولأن الأوعية الدموية الخاصة بالغدد الليمفاوية قريبة من سطح جلد الثدي، فإنها بضغط السوتيان مما يعوق حركة الجهاز الليمفاوي من تطهير الثدي من المواد الموهنة السامة، مما يعني بقاءها بالثدي لفترات طويلة تتراوح مابين 18- 24 ساعة يومياً، وطوال هذه الساعات تقوم المواد الموهنة بدورها في تحويل الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية، ومع مرور السنين يكون الأمر قد تفاقم، ويحمل الثدي مايفوق طاقته من مواد موهنة سامة، مما يؤثر على الجهاز المناعي، وهو ما يساعد على تكوين خلايا سرطانية خبيثة في الثدي.
وأشارت الأبحاث التي أجريت في خمس مدن أمريكية حيث تم الاستعانة بنحو ألفين وست وخمسين امرأة مصابات بسرطان الثدي، وألفين وستمائة وأربع وسبعين امرأة غير مصابات... وطرحت بعض الأسئلة على الفريقين التي من بينها: كم ساعة ترتدين فيها مشد الصدر «السوتيان» يومياً؟... هل يتسبب مشد الصدر السوتيان في تكوين علامات حمراء على الجلد، أو يؤدي إلى الشعور بإثارة للمنطقة المحيطة بمشد الصدر؟.
وقد جاءت إجابة النساء المصابات بسرطان الثدي لتؤكد وجود علاقة بين ارتدائهن للسوتيان لفترات طويلة تصل أحياناً طوال اليوم وحتى خلال ساعات النوم وبين إصابتهم بهذا المرض، فقد ظهرت نسبة إصابتهن بالمرض 125 مرة عن النساء اللاتي لم يكن يستخدمن السوتيان.
كما أشارت نتيجة الأبحاث إلى ان هؤلاء النساء تزيد الفرصة لديهن للإصابة بالمرض 113 مرة عن هؤلاء النساء اللاتي يرتدين السوتيان لفترة تقل عن 12 ساعة.
ومن النتائج الأخرى التي تمخضت عنها الأبحاث ان معظم النساء اللاتي أصبن بسرطان الثدي سبقت إصابتهن بالمرض ولوحظ وجود علامات حمراء على سطح الجلد، مع الشعور بتهيج المنطقة والإصابة بأعراض تشبه الحساسية، والمعاناة من هذه الالتهابات، وذلك نتيجة لارتداء «سوتيان» ضاغط على الجسم، وهو ما لم يحدث لهؤلاء اللاتي لم يصبن بسرطان الثدي.
وتبين أيضاً ان 18% من مجموعة النساء المصابات بسرطان الثدي كن يرتدين «السوتيان» حتى خلال فترة النوم، في حين ان النسبة لاتزيد على 3% بين هؤلاء اللاتي لم يصبن بسرطان الثدي.
وللحديث بقية
|