المسلم الحق هو الذي يكون دائم الاتصال بالله تعالى في جميع شؤونه الدنيوية والآخروية ويكون مسعاه في جميع أموره لله تعالى حتى يحظى بخيري الدارين ولو لاحظنا حياة كبار السن من الآباء والأجداد لعرفنا صدق ذلك فمثلاً: الرجل المسن أو المرأة المسنة إذا قام ذكر الله وإن جلس ذكر الله وان سقط ذكر الله وإن مرض ذكر الله وإن شُفي ذكر الله وإن ظُلم اسند أمره إلى الله وان تعرض لموقف صعب استعصم بالله وبالجملة فهو مع الله لهذا فإن الله معه ومن كان الله معه حفظه ووقاه ومن كل شر كفاه.
عزيزي القارئ: يجب أن تكون جميع أمورنا الحياتية سماوية حتى لا تذهب سدى ويكون مسعاك في هذه القضية مثمراً فمثلاً: لو زرت مريضاً بالمستشفى وهذا المستشفى بعيداً عن بيتك ومزدحماً طريقه بالسيارات ويحتاج إلى صبر وتحمل ثم بعدوصولك المستشفى تعلم أن صاحبك الذي زرته قد غادرها فماذا تصنع؟ هما احتمالان لا ثالث لهما: 1- أن تحمد الله تعالى على خروجه وتدعو لجميع المرضى بالشفاء العاجل، وتقول ثبت الأجر إن شاء الله وتعود طيب النفس باعتقادك الجازم بأن الله كتب له الأجر والثواب. 2- أن تنفعل وتغضب وتزمجر ويحمر وجهك وتقول بعد كل هذا المشوار لم أجده وتظن أنه سوف يعاتبك ويحاسبك على عدم زيارتك له وبهذا تكون زيارتك للمريض فقط وليست لله تعالى وطلباً لمرضاة الله ومن هنا تكون خسرت المشوار وأتعبت البال ولم تنل الأجر لعدم اخلاصك في النية، فأيهما المغبون يا قراء؟
ارجو من كل مسلم يدين لله تعالى بأن يربط حياته بالسماء ليفوز بالأجرين في الدنيا ثناء الناس ومحبتهم وفي الآخرة الثواب من الله. والله يرعى الجميع والسلام.
عبدالعزيز السويد /بريدة
|