* كتب - عزالدين الريس
مراسل «جريدة الجزيرة»
في الخليج العربي:
ليس الحديث عن إمارات الساحل في هذه الأيام أمراً يمكن ان ينجز في سطور قليلة، وخير مثال على التطور الضخم الذي يشمل المنطقة كلها «إمارة الشارقة» حيث يسعى شعبها وحكومتها وحاكمها إلى تطوير تلك الإمارة التي تنبسط على شاطئين بعيدين، شاطئ الخليج العربي وشاطئ خليج عمان.
ولقد رأيت ان اجتزئ الحديث عن الشارقة إلى قسمين الأول يشمل حديثي مع عظمة الحاكم والثاني يفصل مراحل التقدم والرقي في تلك الإمارة التي يريد لها حاكمها ان تكون «درة الخليج».
في أواخر عام 1963هـ زرت إمارات الساحل، وكانت بمجموعها قرى كئيبة متناثرة فوق تلك الرمال البيضاء.
ومررت بإمارة الشارقة، أو القرية ذات الشارع الواحد، كانت وكأنها في سبات، لا أحد في ذلك الشارع، ولا سيارة تمر، إلا السيارة التي جئت بها من دبي، وقال لي سائقها ان هناك شارعاً يحاذي البحر وسرنا إليه ولم يكن غير زقاق ضيق وأخذت أزور الشارقة عدة مرات كل سنة، خاصة بعد ان تولى الأمر فيها عظمة الشيخ خالد بن محمد القاسمي.
والشيخ خالد لا يرضى ان يخاطب بصاحب العظمة، ويقول ان العظمة لله وحده، وهو يسر جداً إذا خاطبه من له معرفة طيبة به قائلاً يا أبا فيصل، فهو أبو فيصل، ويقنع إذا خوطب بصاحب السمو.
وزرت الشارقة منذ سنة، في اكتوبر/تشرين الأول عام 1969 بعد انعقاد مؤتمر الحكام العتيد في أبوظبي وعدت إلى الشارقة بطريقي من سلطنة مسقط منذ اسبوعين وكانت الطائرة تحوم لتهبط في مطار الشارقة، والقيت بنظرة على الأرض المنبسطة تشقها الطرق المعبدة بشكل هندسي جميل وتمتد الطرق لتنتهي في حواني الصحراء، والأبنية تزدحم إلى جوانب الطرق المعبدة.
ونزلت من الطائرة لأجد مبنى جميلا بسيط الهندسة يفي بالغرض من اقامته، ويخدم المسافرين خدمة منظمة ذلك هو مطار الشارقة الدولي.
وكان الشرطي الذي أشر الجواز مؤدباً نظيفاً يعرف واجبه اتم معرفة، وبدلته البيضاء أنيقة، ولم نتأخر في المطار إلا دقائق.
وكنت أريد ان أقابل الشيخ خالد وليس من الصعب ولا من السهل جداً ان تقابل الشيخ خالد، فإذا عرفت اين يكون تيسرت المهمة فهو حركة دائمة ودأب مستمر على العمل، يطوف بأنحاء الشارقة ليست المدينة وحدها بل الإمارة كلها وبعض أجزائها بعيدة، ومنها مناطق تقع على بحر العرب وهو يوم هنا ويوم هناك، ويوم هنالك في جزيرة أبو موسى يزورها مرارا، وقد أنشأ هناك مدرسة ويريد ان يبني دورا لسكان تلك الجزيرة.
قلت للشيخ خالد: كيف تحقق هذا كله؟ وكيف تصنع المعجزات في بلدك؟ في وقت فات فيه زمن المعجزات؟
قال: {وّقٍلٌ اعًمّلٍوا فّسّيّرّى اللّهٍ عّمّلّكٍمً } ونحن لا نصنع المعجزات فلم نحقق إلى الآن إلا الجزء اليسير مما نريده لبلدنا، والعمل هو شعارنا.
قلت له: أجد ان الشارقة قد تحولت إلى ورشة ضخمة، الأعمال فيها قائمة على قدم وساق، كيف استطعتم ان تفعلوا هذا كله؟
قال الشيخ خالد: إن التعاون بين الشعب وحكومته، والثقة الكاملة المتبادلة بينهما اكثر الأمور اهمية لتحقيق أي تقدم في البلاد، وهكذا ترى بمواردنا المحدودة نسعى لأن تكون الشارقة درة الخليج.
لقد كانت الشارقة عاصمة الساحل وتاريخها حافل بالنشاط والعزيمة، وهما شعار هذا الشعب وواجهته الدأب والعمل.
قلت للشيخ خالد: لم أنس زيارتي الأولى لك، وتعرفي بك، يوم كانت آمالك واسعة، وقد ورثت حطاما، وبلدا متواضعا كنت تريد ان تبنيه وتقيمه فوق أسس ثابتة قوية.
فقال: بمشيئة الله وعنايته، استطعنا ان نجتاز المرحلة الأولى وها أنت ترى الشارقة، وقد تحقق فيها خلال خمس سنوات بعض ما نأمل في تحقيقه، والطريق أمامنا لا يزال ممتداً أمامناً طويلاً شاقاً.
قلت له: ما هو تشكيل الدوائر الحكومية، وعلى أي الأسس استحدثت؟
فقال: لقد راعينا في تأسيس الدوائر الحكومية حاجة البلاد وطاقتها النامية ولدينا الآن ست عشرة دائرة حكومية يديرها أبناء الشارقة من ذوي الكفاءة والمقدرة وبعض أبناء الأقطار العربية الشقيقة الذين نثق بلياقتهم واخلاصهم.
وكلما دعت الحاجة إلى تأسيس دائرة جديدة أعددنا مهامها، وعينا موظفيها، ووضعنا مسؤولية العمل في أيديهم، وتوزيع مسؤولية الإدارات الحكومية، وتوزيع مسؤولية الإدارات الحكومية بسيط وسهل الأعمال كثيرا ومسؤولية كل دائرة وكل موظف هي خدمة الوطن والمواطنين.
قلت للشيخ: ما هي في رأيكم اكثر المشاريع أهمية لتطوير بلدكم؟
فأجاب قائلاً: المشاريع الرئيسية لتطوير أي بلد هي الطرق، الكهرباء، المياه الصالحة للشرب وللزراعة، الاسكان، وهذه الخدمات هي أكثر تأثيراً بتقدم البلد الاجتماعي، يرافق ذلك ويسايره التطور الثقافي والصحي بفتح المدارس والمستشفيات ثم ما يتصل بالتطوير الزراعي والصناعي حسب استعداد البلاد وقابلية التقيد بأكثر الأمور أهمية للتقدم.
ثم أردف وقال: لقد كان همنا الأول هو مشاريع الكهرباء والمياه وقد طورناها وخفضنا سعر الكهرباء ثم خططنا الطرق ورصفناها وشجعنا حركة البناء والتعمير، وأقمنا الميناء البحري، وفيه أول رصيف أنشئ في منطقة الساحل كلها، وطورنا ميناء خورفكان على خليج عمان، وأنشأنا الميناء الجوي ونفذ مشروع المستشفى الجديد كل هذا عملنا، وليس لدينا نفط حتى الآن.
وإذا جاء النفط، فهو نعمة من الله، وحينئذ ستتاح لنا الفرصة لنحقق للشارقة ان تكون درة الخليج.
وكان لي سؤال أخير أردت ألا يفوت عني فقلت للشيخ خالد: والاتحاد يا صاحب العظمة ماذا جد فيه؟ هل غرق في عباب الخليج أم دفن في رماله؟
فقال: «أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا» والاتحاد أمنية غالية نريدها ان تتحقق وتتم وجهدنا فيه هو جهد المشارك ذي الرغبة القوية في تحقيقه، والبركة في الاخوان من الحكام وكلهم يؤمنون بأن مصلحة المنطقة تتطلب العمل بحزم وعزيمة وأملنا كبير ان نصل إلى ما فيه خير هذه البلاد مجتمعة وخير الأمة العربية والإسلامية.
التشكيل الإداري
في إمارة الشارقة
1 الديوان الأميري
السكرتير إبراهيم محمد المدقع.
السكرتير جاسم بن الشيخ سيف المدقع.
2 المالية
الرئيس سمو الحاكم الشيخ خالد بن محمد القاسمي.
المدير العام: الأستاذ خالد المعلمي.
3 الجوازات
الرئيس: سمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي.
4 الموانئ
الرئيس الشيخ خالد بن سلطان القاسمي.
5 البلدية
الرئيس الشيخ سعود بن سلطان القاسمي.
المدير: الأستاذ مختار التوم.
6 النفط وشؤون المعادن
الرئيس: الشيخ محمد بن سلطان القاسمي.
المدير: عبدالعزيز حسن المدقع.
7 المحاكم الشرعية
الرئيس: الشيخ حمد بن مجيد القاسمي.
القاضي: الشيخ محمد المهدي.
8 المحاكم المدنية
رئيس القضاة والمستشار القانوني لعظمة الحاكم الأستاذ يسري الهديك.
9 الأوقاف
المدير: الشيخ حسن الروضان.
10 التجارة والملاحة والشؤون البحرية
المدير العام: الأستاذ مصطفى الزين.
11 المعارف
المدير الأستاذ عبدالله عمران تريم.
12 العمل والشؤون الاجتماعية
المدير الأستاذ تريم عمران تريم
13 البريد
المدير: السيد سالم علي المحمود.
14 الشرطة
القائد: الرائد ج. أ. برنز.
15 الكهرباء والماء
المدير جون بانيتر.
16 الأراضي والمساحة
|