ليس لي فوق ما أجادوا زياده
كل حرفٍ تفوح منه الإفاده
فلماذا لا أملك الآن حساً
مرهفاً هل تُرى جهلتُ القياده
ألأني نسيتُ أني نسيتُ
ما يقالُ إذا ترائيتُ غاده
أم لأني هجرت شعري سنيناً
والى ساعتي أقاسي عناده
ألهذا وصلت آخر شادٍ
ولهذا تحيدُ عنِّي الإجاده
صفحةٌ من كتاب مجدٍ تراءت
لفؤادي فرام فيها مراده
أنّ تلك الرياض كلٌ شداها
والى اليوم لم أصخ إنشاده
يا هنا يا هناك قولا لقلبي
ما جرى في الرياض أرض الرياده
إنني ألمح الثقافة فيها
فوق كل الحمى صروحاً مشاده
يا التي قد هواك عبدالعزيز
في سبيل ارتقاك أبلى جهاده
وحماك على الزمان شهومٌ
همُّهم أن يروك صرح السياده
مائةٌ من سنينِ دهرٍ توّلت
والى اليوم كنتِ أرض السعاده
كنتِ في مقلتي بنيك اشتياقاً
في قلوب الملوك حصنَ الرَّغاده
ومضى يا الرياض نحوك مجدٌ
حزم عبدالعزيز كان اتقاده
آهِ يا درة الجزيرة هاكِ
من عيون البيان أغلى قلاده
فَتَعَالي على المدائن فخراً
ما يراك الفخار إلاَّ مُراده
في مدى كل ومضة منك يكبو
من يحيك الأسى ويهوى النكاده
في «العليا» وفي «النسيم» ائتلاقٌُ
للرقي «الملزُّ» أضحى شهاده
يا الرياض وهل يفيك قصيدي
وثغور الورى تروم انتقاده
وهذت باسمك الرؤى فتهادت
ومضات العلا تزجُّ الإشاده
وركابٌ لعزّةٍ وارتقاء
وطيوفُ المنى أتت متهاده
في رباك انبرت جحافل عزِّ
تسحق الظلم بالردى والإباده
وحباكِ إلهنا بأميرٍ
يزرع الخير ثمَّ يجني حصاده
كان سلمانُ قائداً لا يجارى
في علاه وصرت أنتِ مقاده
همُّ سلمان أن تكوني عريناً
فيه مجدٌ وسؤددٌ ورياده
يا أميراً به الرياض استقرت
فوق عرش العلا بصدق الإراده
وترامت على النجود ازدهاراً
وأطلت بكل خيرٍ جواده
أنت سيفٌ من السيوف اللواتي
لحنَ برقاً من قبل بدءِ الحداده
يا ملاذاً به الحيارى استكانوا
يمنح الكلَّ - دون قصدٍ- وداده
سيِّدي إن مضى مداد يراعي
لي دماءٌ سأرتضيها مداده
إنّ من لا يبلغ المجدَ يوماً
باقتدارٍ لا يستحقُّ الولاده
آهِ أنت الرياض مجدٌ ترامى
في ربوع النجود يشكو انفراده
يا الرياض التي يقولون عنها
انها للعلا تضم احتشاده
ويقولون إنها في ازدهار
كل شبرٍ تروم فيه امتداده
إنّ حبي لك اشتياقٌ وإلفٌ
كل يومٍ أرى بحبي زياده
قل لنجدٍ إذا صباها عليلٌ
هل رأت كالرياض أرضاً وغاده