بحكم عملي في الشؤون الاجتماعية ألتقي غالباً بالمعاقين الذين يراجعون لإنجاز معاملاتهم أو لاستلام شيكات الاعانة السنوية التي تقدمها لهم الدولة ممثلة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي تصرف أربعمائة وثلاثين مليون ريال لخمسة وسبعين ألف حالة سنوياً، وخلال لقائي بالمعاقين ازددت اعجابا وتقديرا لهم، فهم بالرغم من اعاقاتهم إلا أن لديهم الطموح الكبير والتفاني للعمل والمشاركة في خدمة مجتمعهم في شتى المجالات ولمست لدى الكثير منهم الإبداع والذكاء الذي يفوق الكثير من الأسوياء وتذكرت بأن هناك العديد من العلماء والمخترعين والنابغين هم من المعاقين، فالإعاقة غالباً ما تجعل المعاق في تحد واصرار على البروز والنبوغ والتفوق ليثبت للآخرين بأنه ليس أقل منهم وان هذه الاعاقة التي قدرها المولى عز وجل له لن تكون سبباً في قتل طموحه وتألقه ورغبته في مجاراة الآخرين بل والبروز عليهم، ولكني لاحظت تألم المعاقين من نظرة بعض أفراد المجتمع إليهم، فهناك من ينظر إليهم بعين الشفقة الزائدة وبعضهم بعين الازدراء والسخرية وهذا ما أحببت ان أنقله للقراء فهم يطلبون منكم أن تنظروا إليهم كأسوياء وباعتبار انهم غير معاقين.
والله من وراء القصد.
|