قد يكون العنوان مثيراً ولكن هذه الفئة من العاملين وأعني بهم الأطباء هم في منظورنا ملائكة رحمة وعناية نلجأ إليهم بعد الله في شدائدنا لعلنا نحظى بالرعاية ونظفر بالعلاج.
ولكن في عالم «العولمة» تبدو المفاهيم وقد تغيرت فقد أصبح «البعضُ» من الأطباء - ونحمد الله ان الأكثرية مازالوا ملائكة رحمة تجاراً وسيلتهم الإعلانات الملونة الجذابة.. ولعل بعض تخصصات الطب أشد من غيرها فتخصص الأمراض الجلدية والتجميل حيث نجد له الكثير من الزبائن خاصة من النساء اللاتي يغرر بهن باسم الجمال.
ولي تجربة أود أن يشاركني القارئ بها حيث تأثرت من كثرة إعلانات إحدى العيادات في الرياض التي تتصدر إعلاناتها الجرائد بشكل يومي، وبدأت الرحلة بزيارة للطبيب السعودي صاحب الشهادات المشهور فإذا كل الأمور ميسرة ألسنا في عصر التكنولوجيا والكمبيوتر والآلات المتقدمة وبدأت مرحلة الإقناع بإزالة الشعر بالليزر وللأسف فقد وقعت في الفخ وبدأت جلسات المعالجة لشعر الوجه الذي قيل انه لن يستغرق سوى جلسة أو جلستين فإذا الأمر يمتد لجلسات عديدة كل جلسة بمبلغ وقدره ولم أجد مع ذلك أية فائدة ولو أن الأمر انتهى عند الاستغلال التجاري لهان ولكن هذه الجلسات خلقت لي مشاكل ليست واردة في الحسبان وعندما بدأت مجادلة الدكتور المشهور إذا به يتذرع ان مثل هذه المضاعفات الجانبية هي حالات نادرة.. وللأسف ان الأمر ليس كذلك فمناقشتي لكثير من المراجعات كشفت لي أن هناك مضاعفات كثيرة الحدوث منها زيادة كمية الشعر أو ظهوره في مناطق أخرى أو تكون بقع داكنة في الجلد.. والليزر لا يفيد سوى في حالات محدودة.. كل هذه الأمور لا تذكر في البداية وإنما تذكر عندما تتورط في هذه الجلسات والأدهى من ذلك ان الدكتور الذي يجب ان يكون أميناً في مهنته الإنسانية هو الذي يخفيها تعمداً منه.
كما لاحظت في هذه العيادة وشبيهاتها ان المعاملة تتغير بعد استكمال الجلسات وبدء مرحلة الشكوى والتذمر حيث تبدأ المواعيد بالتباعد وعدم السماح بالاتصال أو محادثة الطبيب وغيرها من الأساليب السيئة. ومثال لذلك فقد أمضيت أكثر من ثلاثة أشهر في انتظار صورة فوتوغرافية أخذت للمنطقة المعالجة من الوجه قبل وبعد المعالجة ولم يتم استظهارها حتى الآن.
كما ان إحدى المريضات ذكرت لي بعض التجاوزات الأخلاقية في مثل هذه الجلسات الطويلة.. والله المستعان.
خلاصة القول ان مثل هذه الانحرافات قد تقبل من العطارين والحلاقين لا الأطباء المتعلمين الممتهنين لهذه المهنة النبيلة الرفيعة، فاتقوا الله فينا يا أطباءنا وحكّموا ضمائركم قبل مصالحكم.
ولنا كبير الأمل بعد الله أن يوفق وزير الصحة الجديد الذي اشتهر بأمانته وإنصافه وكثرة اجتهاداته ان يكون رقيباً حسيباً على مثل هذه العيادات وان يوقف مثل تلك الإعلانات المضللة.. والله ولي التوفيق.
م.ع.ع الرياض
|