تشهد المملكة توسعاً واضحاً في التعليم الجامعي، ففي كل عام يزداد عدد الطلاب المتخرجين من المرحلة الثانوية، الذين يبحثون عن موطئ قدم في الجامعات والكليات، ورغم الوفرة العددية للجامعات والكليات إلا أن الملاحظ أن هناك من لا يجد فرصة للالتحاق بالدراسة الجامعية، ويمثل هذا الوضع مشكلة لكثير من الأُسر التي تلجأ إلى البحث عن البدائل، فالقادرون قد يلحقون ابناءهم بالمعاهد والكليات الخاصة أو ارسالهم إلى خارج المملكة للدراسة في بلدان عربية واجنبية.
أما غير القادرين فإنهم يعانون من بقاء أبنائهم في المنازل دون دراسة أو عمل مما يشكل عبئاً عليهم، إضافة إلى صعوبة السيطرة على سلوكياتهم التي تجنح نحو السوء بسبب الضغوط النفسية، وبالتالي فإن المجتمع بأكمله قد يواجه بما يقدمون عليه من أعمال منافية للسلوك القويم.
إن هذه المشكلة سوف تتفاقم مع مرور الوقت، ومن هنا فإن البحث عن علاج لها لابد أن يكون في مقدمة ما يجب التفكير فيه والعمل على تحديده بطرق تسهم في استيعاب كل راغب في الدراسة، ولعل من الحلول التي يفترض التشجيع عليها والحث على تنفيذها دعوة الأثرياء والميسورين إلى التوسع في تخصيص منح للطلاب الذين لم يجدوا فرصة للدراسة لأنهم من القادرين ماديا على الحاقهم بالكليات والمعاهد الخاصة، وهم بعملهم هذا سوف يساعدون على تخليص المجتمع من المشاكل السلوكية التي تنجم عن بقاء اعداد من الشباب دون دراسة أو عمل، ومثل هذا التوجه هو واجب تمليه المواطنة، والاخلاق الإسلامية التي تدعو إلى التواصل الاجتماعي والتعاضد من أجل بناء الإنسان، وبالتالي حفظ المجتمع من الشرور والمفاسد. ونعرف جميعاً ان أهل الخير في بلادنا كثر يسعون إلى البذل والعطاء في سبيل الله، وليس أفضل من تعليم الإنسان وتهذيبه وسيلة يحصل بها المرء على المثوبة والأجر من الله، وقد كان هذا ديدن الأسلاف الذين كان العلم أهم ما يستثمرون فيه، ويبذلون من أجله ، والشواهد التاريخية كثيرة تكشف عنها كتب التاريخ التي توضح اسهاماتهم في بناءالمدارس وتخصيص الأوقاف للمعوزين من الطلاب.
وقد تجد المؤسسات الخيرية الإسلامية التي تجد حرجاً في الوقت الراهن في تقديم المساعدات لأبناء المسلمين في العالم وفي التوجه نحو الداخل ما يتيح لها المضي في عملها الخيري دون تحسس الآخرين الذين وجدوا في تهمة الإرهاب وسيلة للحد من نشاط هذه المؤسسات، كما أنها قد تكون عاملاً مساعداً ومساهمة في بناء الفرد السعودي خدمة للوطن.
|