لقد وردتني هذه الرسالة وحزت في نفسي وها أنا أنشرها بالحرف الواحد:
باسم مئات الفتيات أسوق هذا الحديث إلى كل من يعنيه.
إن من تحصيل الحاصل أن نؤكد أن الفتاة عند أبيها وفي نظره أصبحت سلعة تباع ويطالب من يريد الحصول عليها بثمن باهظ.
شيء يحز في النفس أن نذكر هذه الحقيقة المرة التي سيطرت وللأسف على الأغلبية العظمى من الآباء وأولياء الأمور مما جعل الزواج نادراً هذه الايام، ولقد قضى هذا الجشع على الشباب والفتيات بأن يبقوا بلا زواج، ذلك أن المهر أصبح مرتفعاً جداً وكثير من الشباب هم من ذوي الدخل المحدود ومن ثم لا يستطيعون توفيره لارتفاع الحالة المعيشية في مجتمعنا.
ورغم أن المهر ملك للعروس لا منازع لها في ملكيته إلا أن الآباء يزداد طمعهم وتتضاعف مطالبتهم بارتفاعه يفعلون هذا وهم لا يفكرون بما سيتسبب فيه هذا النهج من انحراف ديني وخلقي لا سمح الله.
لقد أصبحت أتلصص على مجلس أبي كلما علمت بوجود رجل عنده فلعله يكون خاطباً ثم لعل أبي يلبي له مطلبه.
وكنت كثيراً ما أظفر بالخطاب ولكني لم أفرح مرة واحدة بكلمة موافقة لأن أبي والله أعلم لم يتوسم فيمن تقدم لخطبتي أنه سيدفع ما يريد من مال،
ولقد سئمت هذه الحالة ولن أسامح والدي في ممانعته هذه فأنا الآن زهرة يانعة لا أدري هل أقطف أم أذبل في بيته فلا أجد من يمد يده ليقطفني ولقد حدث لفتاة مثلي ان كان لها أب كأبي تردد عليه عشرات الخاطبين وهو يردهم ثم يئس الناس من موافقته فعدل عنها الخاطبون وهي الآن في العقد الخامس من عمرها ولا تزال غير متزوجة ولست استبعد أن يؤول مصيري إلى ما آلت إليه نهايتها.
إني أطالب والدي بأن يعمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ يحث على الزواج الصائن للعرض، ثم اتقدم للمسؤولين الاجلاء أن يضعوا حداً لطمع الطامعين وجشعهم الذي لا يقف عند حد وأسأل الله تعالى أن يهديهم وينير بصائرهم وهو الهادي إلى سواء السبيل..
منيرة . ع. ل/عنيزة
ونحن نقول لوالد منيرة تعقيباً على هذه الرسالة «إلى من يعنيه الأمر»:
أرجوك يا سيدي أن ترحم ابنتك قبل أن تلجأ إلينا وتجعلها تلجأ إليك فأنت أب ولست تاجراً..
ومنيرة ابنتك ليست سلعة..
ما بال رجالنا تخلوا عن ديننا الحنيف؟.. ما بال رجالنا خرجوا على تعاليم رسولنا الكريم؟..
ما بال رجالنا غرتهم مظاهر الدنيا الزائلة؟
أرجوك يا سيدي أرجوك..
لا تكن قاسياً على ابنتك وعلى مستقبلها ومصيرها.. عد إلى ربك وإلى دينك وتصرف بعقل وحكمة.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه:«إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه».
عنان
|