إنه طيف الجمال ونضارة الشباب وعصير الحب والهيام تتحرك حينما تهب أنسام الربيع، فتدخل في القلب رعشة الهوى وألم النوى وليس في القلب سوى ذكريات للطف والوداد إلى جنان القلب ورياض الصفاء وتحمل معها رسالة الغرام الصادقة التي تمليها ظروف الوفاء لتقول على لسان القلم روايتها وتنطق بعبارتها الحلوة الرقيقة التي سجلتها في ماضي الزمن الطويل والتي غردت فوق أغصانه بلابل الأحلام وصدحت فوق روابيه بأحلى الأنغام هذه الذكريات في ربوع الشباب انطبعت في الروح وليس لها أن تروح فشيدت في القلب صرحاً من الروابط المكينة التي تزن الجبال ولن تتعرض لها تيارات الصحراء فستظل واقفة مفتخرة بماضيها الذي أدخل على تاريخ الحب العذري روايات وبرامج وقصصاً تحكي بطولات وتقول روايات متمسكة بمبدأ واحد هو التفاني والوفاء والصدق وكانت هذه الأحلام وهذ الذكريات العزيزة تجري في الشريان كما يجري الدم لتزرع بذور الود في خلايا الحنان وهكذا تسري الآمال وتدب في القلب وتتسلل إليه في ظلمات الدجى وتنقل الأجسام اللطيفة والقلوب الظريفة لتعكف في المحراب وكان فيه اللقاء في بحر من خيوط الأوهام امتطيت سفينة الوجد واستقرت في الميناء.
|