* بغداد - باريس - أ.ش.أ:
تناولت شبكة «بي.بي.سي» الإخبارية البريطانية في تقرير لها ما أثير حول انتهاك القوات الأمريكية لحقوق المواطنين العراقيين عند قيامها باطلاق النيران عليهم دون تمييز وتساهل القيادة العسكرية في التحقيق مع الجناة استنادا إلى ما وصف بأنه حصانة تحمى الجنود الأمريكيين من المثول أمام القضاء.
وجاء هذا التحقيق التلفزيوني في أعقاب التقرير الذي أصدرته منظمة «هيومان رايتس واتش» المعنية بحقوق الانسان ومقرها نيويورك والذي اتهمت فيه المسؤولين بالجيش الأمريكي بالتساهل في التحقيق في حوادث مقتل المدنيين العراقيين على أيدى جنود الاحتلال الأمريكي الذين يسيئون التصرف استنادا إلى الحصانة التي يتمتعون بها.
وتناولت بي.بي.سي حالة بعينها هي حالة أسرة المواطن عادل قواس الذي راح هو وابنتاه علا «14عاما» وميرفت «8 أعوام» وابنه حيدر 19عاما ضحية قصف عشوائي دون سابق انذار أو تمييز من القوات الامريكية، فيما نجت من الحادث زوجته الحامل «أنوار جواد» وابنتهما هديل «14سنة» في محاولة لمعرفة ملابسات الحادث وكيفية وقوعه وماهية الإجراءات التي اتخذت خاصة بعد قيام متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بالرد على اتهامات التقرير رافضا إياها ومؤكداً على أنه في الحالات النادرة على حسب قوله التي وقعت فيها مثل تلك الحوادث فإنه يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة حسب ما يتم التوصل إليه خلال التحقيق في ملابسات الحادث.
وكان العائلة المنكوبة قد تعرضت لهذاالحادث حين قام أفراد الفرقة الأولى المدرعة التابعة للجيش الأمريكي باطلاق وابل من الرصاص بدون سابق تحذير على سيارة عادل قواس اثناء عودته لمنزله وذلك قبل بدء موعد حظر التجوال بساعتين على الأقل عشية يوم السابع من شهر أغسطس الماضي واستمر اطلاق النار حوالي عشر دقائق حسب أقوال الزوجة.
وأوضحت «بي.بي.سي.» أن عائل الاسرة وابنته ميرفت توفيا متأثرين بجراحيهما وهما في طريقهما إلى المستشفى الذي نقلا إليه من قبل جنود الاحتلال بعد مضى أربع ساعات على وقوع الحادث.
وأشارت الشبكة الاخبارية البريطانية إلى أنه حتى دمى الأطفال لم تسلم من الأذى حيث كان يوجد على المقعد الخلفى للسيارة «دمية» على شكل كلب تم تفجير رأسها أثناء عملية اطلاق النار العشوائية.من جهة أخرى كشف زمان عبدالمجيد المترجم الشخصي للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أن الامريكيين أجروا قبل الحرب على العراق بعدة أشهر اتصالات بعدد كبير من المسؤولين العراقيين العسكريين والسياسيين لاقناعهم بالتخلي عن الرئيس العراقي صدام حسين.
وقال عبدالمجيد: الذي كان يتولى عملية الترجمة لصدام حسين إلى اللغتين الفرنسية والانجليزية لمدة عشرين عاما أن الرسالة التي أوصلها الامريكيون لهؤلاء العراقيين كانت واضحة تماما ومفادها أن هزيمة العراق لا شك فيها وكذلك اغراؤهم بعدم الانضمام الى المعسكر الخاسر في وقت يستطيعون فيه الحصول على مكاسب مالية وشغل مناصب عليا في حالة دخول القوات الامريكية الى العراق.
وأشار عبد المجيد في كتاب سيصدر في باريس في نهاية شهر أكتوبر الجاري بعنوان «سنوات صدام» الى أن الامريكيين تمكنوا من اقناع عدد كبير من المسؤولين العراقيين الذين نجحوا في الاتصال بهم بالتخلي عن صدام حسين وعلى رأسهم أحمد حسين رئيس الديوان.. أما أكرم عطا مدير الخدمات برئاسة الجمهورية فقد رفض العرض الأمريكي.وأوضح أنه على الرغم من أن أكرم عطا رفض العرض الامريكي إلا أنه رفض في الوقت نفسه اطلاع الامن العام العراقي على مضمون المكالمة التي تلقاها من الأمريكيين خشية تعرضه لعمل انتقامي من أجهزة صدام.وأشار عبد المجيد في الكتاب الذي نشرت مجلة «لوبوان الفرنسية» أجزاء منه الى أن متحدثين مجهولين تولوا عملية الاتصال بهؤلاء المسؤولين العراقيين.
|