ليس جديداً، ولن أكون الأول وطبعاً لن أكون الأخير الذي يتحدث عن ساعات العمل في شهر رمضان المبارك وبالذات بدء العمل في هذا الشهر الفضيل وخصوصاً بالنسبة للطلبة وأساتذتهم وموظفي الدولة.
اعتدنا أن يبدأ الدوام في شهر رمضان المبارك في الساعة التاسعة صباحاً وينتهي الساعة الثالثة بعد الظهر، وبالنسبة للطلبة يعودون الى منازلهم قبل ذلك بساعة أو أكثر، والذين عاصروا عمل هاتين الفئتين يرون أن كثيراً من الطلبة يصلون الى مدارسهم وهم يقاومون النعاس والتثاؤب، وقدرتهم على التحصيل والاستيعاب متدنية جداً، لأن أكثرهم يواصل السهر الى ما بعد أداء صلاة الفجر حتى موعد بدء الدراسة وينتظر أن يؤدي واجب الحضور للمدرسة أو الجامعة ثم يعود لمنزله ليقضي وطره من النوم حتى أذان المغرب، حيث يتناول طعام الإفطار بعد إلحاح الوالدة والوالد اللذين عليهما الترديد أكثر من مرة حتى يجلس الابن.. ولا يسأل عن أداء صلاة العصر..
وبالنسبة للموظفين الذين حتى وإن أخذوا كفايتهم من النوم فإن عملهم الفعلي وإنتاجهم في أيام شهر رمضان يعتبر أقل من النصف، فهم وإن بدؤوا العمل في الساعة التاسعة فإنهم سيتركون العمل في الساعة الحادية عشرة قبل الظهر لتأدية الصلاة ومن ثم يعودون في الثانية عشرة والنصف، وما إن تحل الساعة الثانية والنصف حتى يتركوا العمل قبل أذان العصر، ومعنى هذا أن الموظف تواجد في مقر عمله أربع ساعات لا نستطيع أن نجزم بأنه شغل كل دقائقها، وفي النهاية تكون محصلة العمل أربع ساعات هي في حساب الإنتاج أقل من نصف عمل الأيام الاعتيادية والخاسر المراجع وأصحاب الحاجات.
في العام الماضي كنت أعاتب أحد ضباط الجوازات في الرياض عن عدم إنجازهم المعتاد الذي يتميزون به عن باقي الدوائر والمصالح الحكومية، فشرح كم من الوقت يضيع في الاستعداد لصلاتي الظهر والعصر، وقال بالنص «كثير من الموظفين هداهم الله يغادرون مكاتبهم قبل رفع الأذان بحجة الوضوء والاستعداد للصلاة، وكثير منهم يأخذ قرابة الساعة لصلاة الظهر وأخرى لصلاة العصر، رغم أن الحاجة الفعلية ربع ساعة لكل صلاة ولكن لكل إنسان ذمته»..!!
وأقترح أن يبدأ العمل مبكراً وليكن في الساعة السادسة صباحاً وينتهي عند أذان الظهر، حيث يكون الموظف نشيطاً وأدى واجبه واستعد لأداء فرضه.
ملاحظة
هذا المقال نشر في 30 شعبان من العام الماضي، ولأن الحاجة ملحة لمراجعة أوقات العمل في رمضان نعيد نشره.
|