Monday 27th october,2003 11351العدد الأثنين 1 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
شكراً للهلال والنصر
عبدالله بن بخيت

كل عام وأنتم بخير لقد أصبحنا في شهر رمضان المبارك وبدأنا نعد الأيام الطيبة يوما إثر يوم فكما نقول دائماً إن أيام رمضان سريعة. ففي اللحظة التي يبدأ فيها الشهر الكريم ينتهي، وذلك كناية عن جمال الشهر ومدى تعلق الناس به. وقبل أن ينتهي أتمنى أن تبدأ الجزيرة بنشر صورة من الجزيرة زمان في رمضان أي أعداد رمضان في أوائل السبعينات الميلادية. وخاصة المقالات التي كتبت للترحيب بالشهر أو المقالات التي تعكس طبيعة الاهتمامات المتعلقة برمضان، لنرى مدى التغير الذي يحدث للناس. لكني أحس أن تغير الزمان في جوهره سيفقد المقارنة قيمتها. من الصعب ان تقارن بين الأزمنة عندما تتغير في اساساتها. بعد ان تتلاشى كثير من عناصر التشابه.
أول شيء تلاحظه وأنت تقرأ صفحة الجزيرة زمان أن مساحة النقد والتعبير عن الرأي متدنية ومن جهة أخرى سترى أن اهتمامات الناس ليس لها مكان كبير فيها. فالأخبار التي تنشر في تلك الفترة هي مجموعة من الأخبار العالمية والحكومية.
ولكن بالمتابعة الدقيقة سترى أن هناك فتحة صغيرة تطل منها على أحوال الناس ومفاهيمهم في تلك الفترة. فلابد أن يقفز مقال أو رأي لينقل لك صورة عما يشغل الناس في تلك الأيام والمفاهيم التي تصيغ وجهة نظرهم. فمثلا قرأت في هذه الصفحة مقالا لأحد المشايخ يطالب فيه استبدال صوت المرأة الأجنبية التي تذيع الساعة في وسط الرياض بصوت امرأة سعودية. طبعا اختفت الساعة واختفى معها صوت المرأة سواء كانت سعودية أو غير سعودية. ولكن لمثل هذا الموضوع دلالته العميقة لو تتأملوا جيدا. كما قرأت مطالبة حيية لتسريع نقل التلفونات من منزل إلى آخر موجهة لوزير المواصلات آنذاك. لو قارنا بين صوت المطالب التي جاءت في هذا المقال وبين صوت المطالب الآن سنرى أن الزمن فعلا تغير. كان صوت المطالب في ذلك الزمان مغلفاً بالتودد والضراعة بخلاف ما نقرأه اليوم من تعد وخشونة.
أفضل تغير حقيقي بين الماضي وبين الحاضر يكمن في أخبار القضية الفلسطينية. رغم أن الوضع بقي على ما هو عليه إلا أن نظرة العالم للقضية تغيرت بشكل كامل. تقرأ الخبر في ذلك الزمن فتحس أن إسرائيل دولة دخيلة بينما الآن تحس أنها دولة معتدية فقط.
ولكن هناك قضيتان عظيمتان لم يتغير فيهما شيء. بقيتا على ما كانتا عليه منذ أن اندلعتا. القضية الأولى هي قضية الصراع بين باكستان والهند. فاسبابها كما هي والموقف العسكري كما هو والنظرة الدولية لم تتغير ولا يبدو ان هناك حلاً يلوح في الأفق. من الواضح انها مرشحة للاستمرار ثلاثين سنة جديدة أما القضية الثانية فهي قضية الصراع بين الهلال والنصر. مثلها مثل القضية الباكستانية الهندية لم يتغير فيها شيء يذكر أسبابها مازالت قائمة ومحركات الصراع والحسم في الميدان مازالت كما هي والحل بعيد المنال على الطرفين. وأظن والله اعلم ان قضية الهلال والنصر أكثر تعقيدا من القضية الهندية الباكستانية نظرا إلى أن بعض مؤسسي المشكلة مازالوا يؤثرون في مسار أحداثها حتى الآن بينما نلاحظ أن القياديين في القضية الباكستانية الهندية إما تقاعدوا أو غادروا الدنيا. شكراً لباكستان والهند على المتابعة والثبات والشكر موصول للهلاليين والنصراويين لنفس السبب.
وكل عام وانتم بخير.

فاكس: 4702164

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved