يسمح البعض لنفسه بأن ينتقد الدول الأخرى حتى في ثوابتها، فهناك من يرى في الولايات المتحدة أن النظام التعليمي في المملكة يولد التشدد وأن استمرار هذا النظام يعني أن المملكة لا تفعل ما يكفي لمحاربة الارهاب.
ولا تحتاج المملكة لمن يعطيها درساً في كيفية محاربة الارهاب، ويخطئ من يربط بين نظامنا التعليمي وتفريخ الارهابيين، ولعل النظرة الموضوعية ترى بوضوح أن نهج المملكة الإسلامي والتزامها بالوسطية ونبذها الغلو والتطرف كل ذلك وغيره يدعم توجهها بعيداً عن الارهاب، وأن مناهجنا التعليمية هي انعكاس لهذه الوسطية، والبعد عن الغلو والتشدد.
ومع ذلك فإن غلاة المتشددين لا يمكن انكار وجودهم ليس في المملكة فقط ولكن حتى في الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها، فالذي قام بتفجير أوكلاهوما ليموت العشرات من الناس هو شخص أمريكي ممعن في التطرف والذي يغدق على اسرائيل الدعم والأموال هو الارهابي المتشدد.
إن النهج الإسلامي القويم الذي تلتزم به المملكة يعكس روح ديننا الحنيف الرافض لكل أنواع التطرف والتشدد، بل هو ذات المنهج الذي يؤكد كل حين وآخر على المعاملة بالحسنى حتى لمن أساء إليك.وكما قال سمو وزير الخارجية فإن هؤلاء الذين هم في الولايات المتحدة ويقولون إن المملكة لا تفعل ما يكفي لمحاربة الارهاب لا يخدمون مصالح الولايات المتحدة، فقد قويت شوكة اليمين المحافظ في مختلف دوائر التشريع والقرار الأمريكي وفي الأوساط الإعلامية، وهؤلاء تهيمن على أفكارهم الأحقاد على الإسلام والانحياز الشديد لإسرائيل والصهيونية الدولية.
وهم يرون بأم أعينهم ارهاب الدولة الإسرائيلي الذي يتبدى صباح مساء في قتل الفلسطينيين وهدم مساكنهم والتضييق عليهم، ومع ذلك فإنهم يتحدثون عن حق اسرائيل في اتخاذ ما تراه لحماية نفسها من الارهاب.. ولا يرون فيما تفعل أي نوع من الارهاب.إن هؤلاء يخدمون مصالح اسرائيل رغم أنهم أمريكيون وبالتالي فإنهم يسيئون لصورة أمريكا كدولة عظمى.
|