هل هذا العصرُ شريعةَ غابْ
الأعزلُ فيه يُصارعُ نابْ؟
ألهذا الحدّ النفسُ بلا
ثمن كي تُحَصَد حَصْدَ ذُبَابْ؟!
أين الأخلاقُ بمجتمعٍ
الحاكمُ فيه هُو القَصّابْ؟!(1)
أرضُ المعراج ومولد عي
سى أين العالمُ عنها غاب؟
جزارٌ عاث بها قتلاً
وجدارٌ يبتلع الأحباب
أرأيت إذا سلبوا بيتك
هل تُنشْدُ شعراً خلف البَابْ؟
هب أن مَزَارعَك اغتُصِبَتْ
أَيُعيُد الزرعَ إليكَ عتاب؟
ورضينا بالحكم الأمم
ي بخمسٍ(2) هل فرح الغصّاب؟
قال الأخماس جميعاً لي
وأوظف مالكها بواب!!!
وإذا انتفضت كي تطرد محت
تلاً وصموها بالإرهاب
إرهابيٌ من شرّد شع
باً واختار التنكيل عقاب
إرهابيٌ من قتّل أط
فالاً وسقى العِمران خرابْ
إرهابيٌ من جَرّف وأغ
تالَ الزيتونةَ والأعنابْ
إرهابيٌ من بدد آ
مالاً وأحالَ الحُلْم سَراَبْ
بيت(3) قد أسِس للتقوى
لا يمكنُ أن يرعى الإرهابْ
هل يُعقلُ أن يؤوي الأفعى
من جَرّبَ ترياقاً والنّابْ؟
بوقٌ نعّابٌ روّجها
كذابٌ كذابٌ كذابُ
في هذا العصر الأحمق غا
ب الَعْدلُ وغُيِّبَ كلُ صَوَابْ
في هذا العصرَ الأعوج لا
ترضى بحَياة البعض دَوَابْ
أين المليْارديراتُ من ال
جوعى يحثون فُتَاتَ ترُاب
أين المدنيةُ وا أسفي
بالكلبِ وبالهّرِ الإعجاب
أما الإنسان فلا تسأل
بالحبل يُعَلّق والكلاَّب
العالم أصبح مجنوناً
وضحايا الظُلم بغير حِسَابْ
ذهبت بالعدل خناجرنا
ودماءً نسفكها بحراب
وغني يْبلعُ مسكيناً
وقويٌ محترفٌ نصّابْ
كم أحمقُ عالَمنا هذا
أين الشرفاء ذوو الألباب؟
لا يأكلُ ذئبٌ لحم الذئ
ب فهل نسمو ونصيرُ ذِئابْ؟