* جدة - علي العُمري:
أدلى الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة الدكتور عدنان بن خليل باشا ببيان صحفي يعكس ما تواجهه الهيئة من معوقات وعقبات في سبيل تنفيذ مهامها الإنسانية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وقال د. الباشا في بيانه الصحفي: منذ أن بزغ نجمها في ذلك اليوم الأغر الذي صادف يوم 30/2/1399هـ الموافق 29/1/1979م قامت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وكرافد جديد من روافد الخير بالمملكة يحمل هموم الملايين من ذوي الحاجة الملحة فأغدقت من خلال مكاتبها المنتشرة في معظم أرجاء العالم ومن خلال وفودها عطاياها السخية في شكل برامج ومشاريع إنسانية ذوبت المعاناة عن كواهل أولئك الملايين من البشر.
مضت تلك السفينة المباركة تمخر عباب البحار وتتحدى أمواجها العاتية لتقتفي آثار المحرومين في كل الموانئ والأرصفة فتمد إليهم أياديها البيضاء والمدعومة دوماً من أهل الخير والمحسنين من أبناء هذه الديار المباركة حيث أنشأت بحول الله تعالى ودعمت وسيرت العديد من المشروعات التنموية والصحية والاجتماعية في ربوع كثيرة وما زالت سفينة الهيئة تمضي وخيراتها تتدفق وحافزها في ذلك وقوف الموسرين من محبي الخير بجانبها واعتمادها على آلياتها الإغاثية المتطورة والتي ما برحت ورغم الصعوبات الكثيرة تقوم بإيصال المعونات إلى المتضررين بسرعة قياسية حيث أنها وفي عام واحد استطاعت أن تلبي احتياجات «342 ،331 ،4» من الفقراء والمحتاجين في سائر أنحاء العالم.
وعلى الرغم من الغبار الذي أثير من حولها في هذه الآونة الأخيرة والاتهامات الباطلة التي ألصقت بها والافتراءات والأكاذيب المضللة التي حيكت بزعم تمويلها للإرهاب فإنها ما زالت تؤدي دورها الإنساني بكل ثقة واقتدار تاركة تلك الاتهامات وراء ظهرها ذلك لأن عطاءها الذي ارتبط باسم المملكة يؤكد تماما خلو صفحتها من تلك الافتراءات.
إن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية تعد عضواً فعالاً في المنظومة الإغاثية العالمية ولها سمعتها الطيبة ومكانتها الدولية الممتازة وهي إحدى الهيئات العالمية التي تشارك في اجتماعات ومؤتمرات الأمم المتحدة المعنية بقضايا اللجوء والأمومة والطفولة والكوارث والمعونات الإغاثية.
وفي ضوء المتغيرات الدولية والاقليمية والمحلية الجديدة التي طرأت على ساحة العمل الإغاثي أو الخيري اتخذت مسالك جديدة وعملت على تجديد وسائلها لتتلاءم مع متطلبات الظروف الراهنة حيث استعانت بمشروع التبرع عن طريق الأسهم والذي تم تطبيقه اعتباراً من الميزانية التقديرية المعتمدة للعام 1424ه 1425ه وهو في طرحه وتناوله يمثل نقلة نوعية في أسلوب العمل الخيري لأنه يعتمد على الفكر الاقتصادي في إنشاء مؤسساته حيث تم تحويل مشاريع الهيئة إلى أسهم ثابتة وتوزيع المشاريع على الدول ويتم طرح هذه الأسهم على المكاتب المحلية للاكتتاب. وكان مديرو المكاتب المحلية للهيئة قد عقدوا من قبل اجتماعاً ناقشوا فيه سبل تفعيل هذا المشروع وكذلك الخطة السنوية المتعلقة بمساعدة الفئات المحتاجة في كافة مناطق المملكة.وتجدر الإشارة إلى أن الهيئة كانت قد أوقفت ومنذ فترة طويلة جلب التبرعات عن طريق الصناديق وأكدت للمتبرعين بأنها تستقبل تبرعاتهم في مقر الأمانة العامة أو في مقار مكاتبها المحلية أو عن طريق إيداعها في حساباتها البنكية وقد تم إلزام كافة المكاتب المحلية بالتعامل بمثل هذا الأسلوب في جمع التبرعات.
وهيئة الإغاثة الإسلامية وخلال مسيرتها الحضارية في مجال العمل الخيري والإنساني اتجهت أيضاً نحو تقديم بعض مساعداتها للداخل وذلك في سبيل توجيه خدماتها لتنمية المجتمع السعودي والعمل بكافة الامكانات المتاحة على النهوض بمستوى هذا المجتمع خصوصا الشرائح الفقيرة في المدن والهجر والقرى حيث أن الهدف هو المساهمة مع الجهات الأخرى في تنمية المجتمع السعودي وتطوير قدراته ومهاراته في مختلف الحقول والحرف اليدوية. وكانت الهيئة قد كرست جهودها للإسهام في تنمية هذا المجتمع خلال العام الحالي 1424هـ حيث كانت اللجنة التنفيذية قد أصدرت قراراً بإنشاء برنامج لتنية المجتمع وذلك في عام 1421هـ واتجهت صوب هذا المنحى بكل حماس وجدية حيث صرفت «544 ،876 ،12» ريالاً لمساعدة «022 ،201» فرداً من أبناء المملكة في مجال الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية والمساعدات العينية.
والهيئة وهي تعبر تلك المحطات القديمة والجديدة معاً ستتبع سياسة الباب المفتوح والشفافية وترسيخ المصداقية في تعاملها مع المحسنين وأهل الخير من جهة ومع الإعلام والمؤسسات الاجتماعية من جهة أخرى.
إن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التي انطلقت من هذا البلد الكريم لتمديد عطائها لكل المحتاجين المنكوبين في أنحاء العالم لا يسعها إلا أن تزجى ثناءها العاطر لقيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وذلك على دعمهم المتواصل لها ووقوفهم بجانبها لأداء رسالتها الإنسانية وتقدم شكرها وتقديرها لكل الجهات التي تتعاون معها من مؤسسات حكومية وأهلية وكذلك لكل المتبرعين الكرام ورجال الأعمال ووسائل الإعلام والصحافة وحملة الأقلام والكتاب الذين ما فتئوا يعطون عصارة جهدهم وفكرهم لإنماء حركتها ودعم مسيرتها الحافلة في دنيا العمل الإنساني.
|