اطلعت على جريدتكم بعددها الصادر رقم 11343 من يوم الأحد 23 شعبان في عزيزتي الجزيرة تعقيب الأخ عبدالرحمن الطويرقي على الأخت أم إبراهيم بموضوع «آه من دلع البنات» وحاولت جاهداً أن أضع النقاط على الحروف فأقول مستعينا بالله:
إن الزواج نعمة عظيمة ومنة كريمة يوفق الله بها من عباده من يشاء.
والزواج كما يقولون قسمة ونصيب والرسول عليه الصلاة والسلام يقول مخاطبا الشباب حاثا لهم على سلوك هذا الطريق «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج... الخ» والزواج تطمئن به القلوب وتشرح له النفوس وتسود به المحبة والألفة، اسمع إلى قول الحق تبارك وتعالى.. {(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) } قدّم سبحانه المودة على الرحمة لأن الرحمة لا تأتي إلا بعد المودة والحب والعطف والحنان ويقول سبحانه.. {(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) } تأمل هذه الآية فبما رحمة من الله، أي فبرحمة من الله لنت لهم و«ما» هذه صلة، فالنبي عليه الصلاة والسلام رحيم بأمته قال تعالى: {بٌالًمٍؤًمٌنٌينّ رّءٍوفِ رَّحٌيمِ} فرحمته عليه الصلاة والسلام نابعة من قلب محب - المحب الذي نصح لأمته وانقذها من الظلام الى النور ومن الضلال إلى الهدى.
وثمة أمر وهو أن نحسن الظن باخواننا وأخواتنا المسلمات، لأن الخوض في مثل هذه الأمور المسلمات في الدين أمر خطير، ولا نشك بأن أحداً يستهزئ بالدين أو ببعض ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن نلتمس لاختنا العذر، وان ندعو لها بالتوفيق في هذا الطريق التي تسير عليه. ونصيحتي لاخواتي طالبات الزواج أن يتريثن. ويشاورن ويستخرن قبل الزواج «فما خاب من استشار وما ندم من استخار» ولنعلم ان ابن آدم ضعيف يعتريه النقص والكمال بيد الله الواحد القهار.
عبدالله بن محمد المكاوني الخرج
|