إني في ذهول وشرود مما أسمعه من تصريحات في الفضائيات والإذاعات وما أتخمنا به من تنبؤات في مفاهيم واصطلاحات دون أن نعلم ما بين الطيات كالنظام العالمي الجديد ومنظمة التجارة العالمية (الجات) والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والإرهاب الدولي وخارطة الطريق لفض التنازعات.
وأسلحة الدمار الشامل والعولمة وما صاحبها من مؤتمرات ومنتديات وما حصل من متغيرات بعد أن سقطت أعلى العمارات، ودكت «تورا بورا» بالقاذفات، وسقطت التماثيل في الساحات، وتهاوى النخل على ضفاف دجلة والفرات وقضى نحبهم الماجدون والماجدات في عاصمة الرشيد ومهد الحضارات وسرق التاريخ ونهبت الثروات والقادم أسوأ يا سادتي ويبدو أنه آت آت.
صدقوني إنني لا أفهم في السياسة ولا في السياسات، وقلمي لا يجرؤ على الكتابة في هذه الاتجاهات فلقد أمرته منذ مئات السنين أن لا يخط حرفاً واحداً في هذه المجالات، وان يكتب فقط عن أحوال الطقس وفنون الطبخ وأنواع الرز واللحم والمندي والمثلوثة والكبسات، والمواويل ورنة الآهات.
فأنا - أيها السادة- لا أرغب في الاقتراب من أبواب السفارات لتعبئة الاف الطلبات سعياً في الحصول على هجرة أو جنسيات.
الحقيقة ما دفعني أن أبدأ بهذه المقدمات، قصة طريفة مع بعض الأخوات، اللواتي لامست شعورهن هذه التغيرات والتلونات ورحن يفتشن عن طريق لنفخ الخدود وتكبير الشفاه لتشبه خدود وشفاه المطربات ولما كانت النفس البشرية مجبولة على حب التقليد والانغماس في المؤثرات، شغل الناس في هذه الأيام في طلبات خاصة للحصول على شكل يشبه أنف وشعر وخدود وشفاه الفنانين والفنانات خاصة بعد هذه الثورة الفنية وما تبعها من مؤثرات في تلك التي يسمونها «فضائيات» والتي عكست صورة غريبة في مجتمعاتنا فبدلاً من تعدد القنوات الثقافية والعلمية وجد القائمون على هذه القنوات سوقاً رائجة ورابحة لهم أيضاً.
ولطالما وجدت نفسي في معلومات فنية لا أحسد عليها أخذت أقلب جميع القنوات الفضائية، العربية منها والغربية، علي أستطيع إثراء معلوماتي الفنية بأشكال وتفاصيل جميع المطربات العربيات منهن والغربيات. ثم قلت في نفسي لابد أن هناك كتاباً قيماً في المكتبات عن أحوال الفنانين والفنانات وجميع ما يخصهم من مقاسات خدوداً وشفاها ونظارات وشعراً وكحلاً وخصراً وعدسات، لكني لم أجد إلا كتباً في الشعر والأدب العربي والمعلقات، مغطاة بالغبار والتراب وما معها من مخلفات. رحم الله زمان المكتبات واليوم يسمونه زمان «الفيديو كليبات».
غادرت المكتبة وأنا استذكر قوله تعالى:
{ (يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ)(فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) }
(*) عيادات ديرما - الرياض
|