قبيل أذان المغرب بدقائق ينتاب بعض قائدي السيارات أمر غريب يقلب ويغير أحوالهم وأمزجتهم، ويدفعهم بحماس نحو الانطلاق بمركباتهم مع الغاء كل مفاهيم ومعاني اشارات المرور الضوئية بل ربما إن الاشارة ذاتها مسحت من سجلات الأدمغة والعقول، ويصل التوفز والتوتر مرحلة صعبة تتورم معها بعض قنوات الدم في الجسم بسبب الضغط العالي، ويرتبك البنكرياس اللطيف فلا يدري هل ينظم السكر أم يتضامن مع الطحال في تهدئة الكبد التي تغالب الصفراء خشية انفطارها وانفجارها من تزايد الشحن النفسي لدى البعض ممن ينهبون الأرض ويكسرون القواعد والأنظمة المرورية، ويحطمون موازين الذوق العام؟ وكل ذلك تلهفاً للقيمات والمشروبات الملونة بالأصبغة الحمراء والصفراء وكأنهم في سباق محموم للفوز بجوائز عالمية يخسرها من لم يلتهم تلك المعجنات مع التوت في منزله، ويتناسى هؤلاء حجم المخاطر والمهالك عليهم وعلى غيرهم ممن سيسجلون ضحايا للقيمات والسمبوسة، بل للتهور والصفاقة وضحالة التفكير، وإلا كيف نصبر ونحتسب طيلة ساعات النهار صائمين؟ ثم ننهار خلال الدقائق الأخيرة ونورد أنفسنا المهالك ونفتدي بها عيون اللقيمات «العجين بالسكر» ويمكن على كل حال وفي كل حين أن ندركها ونتناولها ومن يعجز عن ادراكها فأنا ضامن له توفيرها، فقد يهدئ السرعة وينعطف إلى أقرب مسجد ويفطر بطمأنينة مع اخوانه المسلمين ويصلي ويحمد الله على السلامة.
|