كنت كتبت مقالة قبل عدة أيام حول الخيام التي تقام في رمضان في الأراضي الخالية أو عند المساجد أو بعض البيوت «بل قد وصل الحد ببعض أئمة المساجد ان يجعل الإفطار فوق سطح المسجد!!» ويكتب عليها تفطير صائم. ورأيت ان مثل هذا العمل بحث عن الأجر والثواب، وانه يصرف على تلك الخيام مبالغ قد لا يصدق القارئ العزيز مقاديرها، ورجوت ان يرشد ذلك الصرف في طرق أخرى أكثر فائدة، لأن أغلب من يفطر فيها هم ممن يكسبون أجراً يومياً وليسوا بأكثر حاجة من أسر في القرى أو المدن تستحق تلك المصارف أو تذهب إليها، كدفع إيجار سكن أسرة أو تأمين مواد رمضانية لهم أو غير ذلك من طرق فعل الخير الذي هو من باب الأقربين أولى بالمعروف.
وقد جاءتني رسائل كثيرة عبر الفاكس منها:
رسالة من المهندس عبدالمحسن الماضي صاحب القلم المميز يثني على الفكرة.
رسالة من الأخ مزعل بن سهل السهلي من الرويضة بالعرض يقول ان ما كتبته عين العقل والصواب، وهو العقل ذاته.
رسالة مطوّلة من الأخ عبدالله بن علي الثنيان يقول فيها «لقد افتقدنا مثل هذه الآراء والمقالات في مثل هذه المواضيع، أكثر الله من أمثالك، وفي رأيي ان هذا الطرح من أفضل الآراء التي خرجت في صحفنا، لأن ما قلته هو عين الحقيقة، وانه لو تم توزيع تلك المصروفات على شكل إعانات للأسر لكان أكثر جدوى، وحتى يتكاتف المجتمع في زمن نحن أحوج إلى التكاتف فيه، وأعرف ان المسؤولين لن يقصروا في هذا الأمر لبحثهم عما ينفع البلاد والعباد، ولكن لا بد ممن يلفت الانتباه لمثل ذلك.
أقول للأخوة جميعا: شكراً على التواصل، وكل عام وأنتم بخير، وما نحن إلا جسد واحد، وما نبديه من رأي إنما هو لصالح الجميع، فالذي يعرف حقاً «مثلي» ما يتم صرفه في مسجد واحد ويحسب عدد المساجد في الرياض وتلك الخيام وما تنفقه، سيكون الرقم عنده كبيراً في شهر واحد، وان ما ينفق لإفطار صائم كاف لتسديد إيجار بيوت كثيرة يسكنها أعداد كثر من أبنائنا وبناتنا، فهل الأجمل هكذا؟ أم صرف تلك المواد الغذائية التي يؤكل بعضها والأغلب منها مكانه براميل القمامة؟
ولعل المسؤولين ان ينبهوا أئمة المساجد لمثل تلك المواضيع، والتركيز على أهل الحي الذي يسكنون بالذات إن كان ما قلته رأياً وجيهاً... والله المستعان،،،.
(*)فاكس 2372911 الرياض
|