Thursday 30th october,2003 11354العدد الخميس 4 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جوانبُ منَ الوجه الثقافيِّ للمملكة جوانبُ منَ الوجه الثقافيِّ للمملكة
تطَوّرُ وسَائلِ الإعلام في المملكة العربية السعودية

دراسة د. عبدالله خلف العسّاف
(القسم الأول)
الإعلام (تعريفه - ضرورته - تاريخه)
شهدت المملكة العربية السعودية- في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله- مرحلةً جديدة في مسيرة التنمية بأهدافها ومرتكزاتها ومنجزاتها الأساسية التي شملت النمو الاقتصادي، والاستقرار الاجتماعي، وتنويع القاعدة الاقتصادية، وتقليل الاعتماد علي النفط الخام في تنمية الموارد البشرية، ورفع مستوى المعيشة، وتحسين نوعية الحياة، وتعزيز فاعلية القطاع الخاص. ويتمثل محور التنمية الأساسي- في عهد الميمون- في الاهتمام بالإنسان السعودي بعدما تحققت إنجازات البنية الأساسية والبناء الاقتصادي والاجتماعي لمؤسسات الدولة.
ويحفل سجلُّ أعمال خادم الحرمين الشريفين بالعديد من المناقب والمنجزات الأخرى التي يأتي في مقدمتها صدور المراسيم الملكية الثلاثة التي تحمل الرقم (أ/90) بتاريخ 27/8/1412هـ الموافق 1/3/1992م التي يتعلق أولها بنظام الحكم في المملكة، والثاني بنظام الشورى، فيما يتعلق المرسوم الثالث بنظام المناطق. ويُعتبر تطور الإعلام من بين العناصر الأساسية التي أصابها جزئياً وكلياً، وعلى نطاق واسع.
تعريف الإعلام
(الإعلام لغةً مصدرٌ لفعل أعلمَ، وهو رباعي من العلم الذي هو إدراك الشيء على حقيقته. وأعلمتُه وعلّمته في الأصل واحد، إلا أن الإعلام اختص بما كان إخبار سريع، والتعليم بما يكون بتكرير وتكثير حتى يحصل منه أثرٌ في نفس المتعلّم. وأعلم فلاناً الخبرَ، أخبره به.
والإعلام في الاصطلاح هو التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولروحها وميولها في نفس الوقت. وهو أيضاً نشرُ الأخبار والمعلومات السليمة والدقيقة بحيث تؤثر في الناس تأثيراً واعياً، الهدفُ منه تنويرالجماهير وتعريفها بالحقائق الواجبة لخدمة الحقيقة والمجتمع والأفراد.
وهو من زاوية أخرى نشرُ الحقائق والأخبار والأفكار بين الجماهير بوسائل الإعلام: الصحافة، والإذاعة بنوعيها المسموع والمرئي، والسينما، والندوات والمعارض.
والإعلام شرعاً: هو دعوة للدين بكل ما يمثِّله الدين، ودفاعاً أميناً وصادقاً عنه، وأداة توضع وتوظّف في خدمة أغراضه وأهدافه وانتشاره. وهو -من هذه الناحية- وسيلةٌ جديدة لتوسيع نطاق البلاغ المبين وتنويع فرص الصدع بالحق بين العالمين، وهو رسالة بما ينطوي عليه هذا التعبير من شُعَب مترابطة.
والإعلام -من هذه الناحية- تعريفٌ بالدين وتزيينه للناس بكل الطرق والأساليب والوسائ العلمية المشروعة مع كشف وجوه الباطل وتقبيحه بالطرق المشروعة بقصد جلب العقول إلى الحق وإشراك الناس في نوال الخير، وإبعادهم عن الباطل أو إقامة الحجة عليهم.
إن الإعلام يعني -من خلال الدلالات السابقة- دعوةً للدين بكل ما يمثّله الدين، ودفاعاً أميناً وصادقاً عنه، وأداة توضع وتوظَّف في خدمة أغراضه وأهدافه وانتشاره)(1).
ضرورة الإعلام
لا توجد دولة اليوم تستغني عن الإعلام. فقد تحوّلت وسائل الرعلام وأجهزته إلى أسلحة شديدة الفعالية عن الصعيدين الداخلي والخارجي، وهو ضرورة من ضرورات الحياة العصرية المتحضرة ولازمة من لوازمها، وهي ركيزة اجتماعية غذتها ثمار النهضة الحديثة ومكّنت لها بما أنتجته في الميدانين الفكري والمادي. ولعل أحد أسباب ازدهار الحياة ونموّا ونشاطها وحيويتها مرتبطٌ بالقدرة على الاتصال الإعلامي(2).
وقد تنبّهت حكومة خادم الحرمين الشريفين إلى هذه النقطة، فأولت -كما سيتبيّن لاحقاً- الإعلام أهمية خاصّة، وذلك لما له من أهمية في نشر الوعي الثقافي الوطني، وتشكيله، ونشرالدين، والدفاع عن الحقوق الوطنية، وما إلى ذلك..
تاريخ الإعلام
عايش الإعلام المجتمعات البشرية منذ نشأة الخليقة باعتباره أداة تعارف وتعاون. وقمد أجمع دارسو الإعلام على أنه لميُعرف مجتمع بشري بدون إعلام، لكنهم يتفقون على أن نوع الإعلام يختلف باختلاف المجتمعات وظروف نموها وتطورها وازدهارها.
وقد تنوعت وسائل الإعلام تبعاً لذلك، وهي تقسم إلى ثلاثة أصناف:
- الوسائل المكانية، وهي التي تُشكهل حيّزاً في المكان كالمطبوعات وغيرها من الوسائل البصرية.
- الوسائل الزمانية، وهي التي تتسلل في وقت زمني واحد كالإذاعة والأحاديث الشخصية وغيرها.
- الوسائل المكانية الزمانية، وهي الوسائل التي تشغل حيّزاً مكانياً وزمانياً في وقت واحد كالأفلام الناطقة أو التلفزيونية، وغيرها من وسائ سمعية وبصرية (3).
لكن هدف هذه الوسائل على اختلاف أشكالها وعصورها، والمجتمعات التي تستخدمها يكاد يكون واحداً يتمثهل في الإخبار، والإرشاد، والتوجيه، والتثقيف، والتعليم، والترويح، والامتاع(4).
وتؤكّد الدراسات- في هذا المجال0 أن تاريخ الإعلام ارتبط بتاريخ الحضارات؛ (ففي مصر القديمة تجاوز الإعلام مهمةَ التبليغ العادي إلى مرحلة الأخبار السياسية والاجتماعية والعسكرية والرياضية، ولكن وسائل الإعلام في تلك العصور غيرها الآن؛ فلقد كانت النقوش على الأحجار والأخشاب وعلى غيرها من الوسائل، ثم على أوراق البردي في مصر، كما كانت الملصقات في روما، وعند قدماء العرب من أهم وسائل الإعلام في تلكالحضارات. وأصبحت -في تقدّم لاحق- المناداةُ في الطرق، أو من أعلى الجبال والتلال، وعلى ظهور الدواب من وسائل الإعلام الشائعة، ثم تقدمت هذه الوسائل إلى المآذن والمنارات والملصقات والبريد وغير ذلك من وسائل أخرى متطورة الأساليب، حتى ظهر الإسلام، فكان الإعلام الإسلامي يمثل نقطةَ تحوّل هائلة في تطور الإعلام، ثم ظهرت المطبعة، وتَبِع ظهورَها الصحفُ، ثم كانت الوسائل الحديثة: الإذاعات، والتلفزة، والفضائيات طفرةً هائلة نحو الإعلام الشامل)(5).
مقدمة عن السياسة الإعلامية في المملكة العربية السعودية
لقد تمّت الموافقة على السياسة الإعلامية في المملكة العربية السعودية بقرار من مجلس الوزراء رقم 169، تاريخ 20/10/1402هـ.
وسوف نرصد - فيما يلي- أبرزَ جوانب هذه السياسة لما لها من تأثير في كافة وسائل الإعلام السعودية المقروءة والمسموعة والمرئية، ولابد من الإشارة هنا أن وَضْعَ هذه السياسة الإعلامية يُعَدُّ أحد أكبر التحولات في تاريخ الإعلام السعودي: تتكون السياسة الإعلام من ثلاثين مادة وُضعت على الأساس الديني والسياسي والاجتماعي للمملكة مع مراعاة العوامل الثقافية والحضارية والتعليمية للمجتمع.
وقد عرّف المجلسُ الأعلى للإعلام السياسةَ الجديدة بأنها سياسةٌ تنبثق من الإسلام الذي تدينُ به الأمةُ عقيدةً وشريعة، وتهدف إلى ترسيخ الإيمان بالله عز وجل في نفوس الناس، والنهوض بالمستوى الفكري والحضاري والوجداني للمواطنين، وإلى معالجة المشكلات الاجتماعية، وغيرها، وإلى تعميق فكرة الطاعة لله ولرسوله، ولأولي الأمر، والحض على احترام النظام وتنفيذه عن قناة. وتشملُ السياسةُ الإعلامية الخطوطَ العريضة التي يلتزم بها الإعلام السعودي لتحقيق هذه الأهداف من خلال التثقيف، والتوجيه، والإخبار.
ويجدر بنا زن نذكر بعض ما ورد في هذه السياسة- باعتبار أن كافة وسائل الإعلام في المملكة تخضع لها- على النحو التالي:
- يلتزم الإعلام السعودي بالإسلام بكل ما يصدر عنه، ويحافظ على عقيدة سلف هذه الأمة، ويستبعد- من وسائله جميعها- كلَّ ما يناقض شريعة الله التي شرعها للناس.
- يعمل الإعلام السعودي على مناهضة التيارات الهدامة، والاتجاهات الإلحادية، والفلسفات المعادية، ومحاولات صرف المسلمين عن عقيدتهم، ويكشف زيفها، ويُبرزُ خطرَها من الأفراد والمجتمعات، والتصدي للتحديات الإعلامية المعادية بما يتفق والسياسة العامة للدولة.
- تأصيل قيم المجتمع الإسلامية الثمينة، وترسيخ تقاليده العربية الكريمة، والحفاظ على عاداته الخيّرة الموروثة.
- خدمة سياسات المملكة القائمة على صيانة المصالح العليا للمواطنين بخاصّة، والعرب والمسلمين بعامة.
- إبراز شخصية المملكة العربية السعودية الفريدة المتميزة، والكشف عمّا حباها الله من نعمة الاستقرار والأمن.
- توثيق روابط الحب والتآذر بين أفراد الشعب السعودي، وذلك بتعريف المواطنين بأجزاء وطنهم الغالية، وإبراز الجوانب المشرقة في كل منها، وبيان تكاملها وتآزرها في تكوين هذا الوطن.
- تعميقُ وسائل الإعلام عاطفةَ الولاء للوطن السعودي أرضاً وكياناَ في نفوس المواطنين.
- يولي الإعلام السعودي الأسرة ما تستحقه من اهتمام، وبالنظر إليها على أنها الخلية الأساسية في بناء المجتمع.
- تُولِي وسائلُ الإعلام برامجَ الأطفال التوجيهية والتثقيفية والترفيهية ما تستحقه من جهد واهتمام. وتُقيم هذه البرامج على أسس تربوية علمية مدروسة، ويُعهد بها إلى ذوي الاختصاص في هذا المجال.
- تخصيصُ برامج تُعين المرأةَ على أداء وظائفها الملائمة لفطرتها في المجتمع.
- رعايةُ الشباب رعاية خاصة.
- يهتم الإعلامُ السعودي بالتوثيق الإعلامي بمختلف الوسائل السمعية والبصرية لكل ما يتصلُ بتاريخ المملكة وثقافتها.
- تقوم أجهزة الإعلام السعودي- بالتعاون مع الجهات ذات الصلة- بإجراء البحوث والدراسات الإعلامية.
- الارتفاع بمستوى المادة الإعلامية في جميع الميادين، وتشجيع المتخصصين في الإسهام في مجال تخصصهم، واستبعاد أي إنتاج لا يرتفع إلى المستوى الجيد.
- مكافحة الأمية والتخلص منها.
- الالتزام باللغة العربية الفصحى في كافة وسائل الإعلام باعتبارها وعاءَ الإسلام ومستودع يقافته وموئلَ تراثة.
- دعم النهضة العلمية والثقافية بالمملكة العربية السعودية.
- تأكيد الإعلام السعودي على أهمية التراث والحاجة الملحة إلى إحيائه.
- تعمل وسائل الإعلام على توثيق أواصر الإخاء والتآزر والتضامن بين المسلمين، وربط قلوب بعضهم ببعض، وذلك عن طريق التعريف بالشعوب الإسلامية وأقطارها، وإبراز إمكاناتها المادية والمعنوية، والتبصير بما يترتب على تعاونها وتآزرها من خير يعمّها جميعاً.
- دعوة الإعلام السعودي إلى تضامن العرب وتعاونهم، والدفاع عن قضاياهم ومشكلاتهم المصيرية.
- تأكيد الإعلام السعودي على أن الدعوة إلى الله بين المسلمين وغيرهم قائمة دائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. لذلك فهو يقوم بنصيبه في أداء هذا الواجب الجليل سالكاً في دعوته إلى الله سبيل الحكمة والموعظة الحسنة معتمداً على مخاطبة الفكر، ومبتعداً عن كل ما من شأنه أن يثير حفائظ الآخرين.
- اعتماد الإعلام السعودي على الموضوعية في عرض الحقائق والبعد عن المبالغات والمهاترات.
- حرية التعبير في وسائل الإعلام السعودي مكفولة ضمن الأهداف والقيم الإسلامية والوطنية التي يتوخاها الإعلام السعودي.
- تشجيع الإعلام السعودي إنتاجَ المواد الإعلامية المحلية الجيدة وفق السياسة الإعلامية.
- التزام جميع المؤسّسات الإعلامي في المملكة العربية السعودية بهذه السياسة، وبما يصدر لتنفيذها من لوائح وأنظمة(6).
ويمكن التأكيد هنا أن صدورَ هذه السياسة يُعد أهمَّ تطور في تاريخ الإعلام السعودي، إذ لم يكن هناك قبل صدورها إلا مجموعةٌ من الأنظمة والقوانين التي تحدد مسؤوليات الوسائل الإعلامية تجاه الدولة، كالاهتمام بالمحظورات التي يجب أن يبتعد عنها الإعلام، أكثر من تحديد الأهداف والواجبات، لكن هذه السياسة أتت لتكون إطاراً عاماً يحدد أهداف الإعلام السعودي، ويضع خطوطاً لمساره ومعالم لحدوده لم تكن واضحة من قبل.
وقد جاءت هذه السياسة منسجمةً مع السياسة العامة للدولة متخدةً الإسلام وشريعته منهجاً، والفكر الإسلامي مساراً، والانتماء الوطني هدفاً(7).
وكالةُ الأنباء السّعودية (واس)
تُعدُّ وكالة الأنباء السعودية أولَّ وكالة أنباء وطنية في المملكة، وقد حمل قرارُ إنشائها عدّةَ أهداف، منها أن تكون جهازاً مركزياً لجمع الأخبار المحلية والعالمية، وتوزيعها داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى نشر الحقائق والمعلومات الصحيحة، ومواكبة تطور المملكة الحديث في مختلف أوجه النشاط، وعكس الصورة الحقيقية لواقع هذه البلاد وأهلها، ولتكون مرآةً صادقة لنقل المعلومات على مختلف أشكالها لمواطنيها من مواقع الأحداث في الداخل والخارج(8).
تأسيس الوكالة وعلاقاتها الخارجية:
أمرَ الملكُ عبدالعزيز -رحمه الله في مطلع عام 1345هـ، 1926م بُعيد دخول الحجاز- بإنشاء إدارة للمطبوعات تكون مسؤولةً عن نشر بلاغات الدولة وبياناتها الرسمية، فكانت تلك الإدارةُ بمثابة الناطق الرسمي للدولة. ثم اندمجت هذه الإدارةُ في الإدارة العامة للإذاعة والصحافة والنشر بعد 30 عاماً، حيث أصبحت الأخيرةُ تقوم بجمع الأخبار ونشرها عبر مكاتبها المنتشرة في المناطق الرئيسية، ثم استمرّت- بعد ذلك- وزارةُ الإعلام منذ إنشائها في عام 1382هـ 1962م جهةً مركزية تتولّى مسؤولية متابعة الخبر، وصناعته، وتجميعه، ونشره داخلياً وخارجياً. وكانت الإذاعةُ تقومُ بجزء كبير من هذه الوظيفة، حيث كان مندوبها يقومون بتغطية الأخبار وتحريرها، بينما كانت إدارةُ الصحافة والمطبوعات في الوزارة تقوم بإيصال هذه الأخبار والصور إى الصحف في الداخل والخارج. وظل الأمر كذلك أي دون وجود آلية منظمة ومتخصصة لتجميع الأخبار وبثّها داخلياً وخارجياً إلى أن تأسست وكالة الأنباء السعودية (واس)(9).
لقد خطت وكالة الأنباء السعودية (واس)- منذ تأسيسها - خطوات حثيثة في اتجاه استكمال المقومات الأساسية لوكالة أنباء حديثة وفعالة، حيث أصبحت- خلال فترة زمنية قصيرة- المصدر الأول والأساسي للأخبار في المملكة العربية السعودية، كما اكتسبت خدماتها الإخبارية ثقة واسعة النطاق لما تميزت به من تحري الدقة والموضوعية وفقا لأرفع المقاييس المهنية.
ساعدها- في ذلك- (عامل تقدّم الاتصالات السلكية واللاسلكية في المملكة، الزمرالذي جعل خدمات الوكالة الإخبارية تنتشر بشكل سريع داخل المملكة وخارجها، ووضعها في متناول مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وكذلك الدوائر الحكومية والمؤسسات التي تشترك في تلقي خدمات الوكالة اليومية المبثوثة من مقر الوكالة الرئيسي في الرياض)(10).
هيكل الوكالة
وكالة الأنباء السعودية (واس) أحدُ قطاعات وزارة الإعلام، يعمل بها أكثرُ من (500) موظّف، ويرأسها مديرٌ عامٌّ يرتبطُ بوزير الإعلام.
وترتبطُ- بمدير عام الوكالة- ثالثة أقسام رئيسية هي:
أولا: إدارة الأخبار والتحرير
يتبع لإدارة الأخبار والتحرير قسمان، هما التحرير الخارجي والتحرير الداخلي، ويضم كلٌّ من القسمين عدداً من المحررين والمراسلين والمتخصصين الذين يشرفون على سير العمل اليومي. ويُشارُ هنا إلى أن كلَّ المحررين العاملين في المركز الرئيسي، والمركزين الفرعيين في جدة والدمام، والمكاتب الزخرى في مدن المملكة من السعودين المؤهلين. كما يتبع لإدارة الأخبار والتحرير أيضاً قسمُ النشرة الانكليزية والترجمة لبث أخبار الوكالة باللغة الأنكليزية، ولترجمة الأخبار التي ترد إلى الوكالة من اللغتين الإنكليزية والفرنسية، وهناك أيضاً قسمُ الاستماع السياسي الذي يرصد الإذاعات الخارجية، ويزوِّد أقسام التحرير بما يجِدُّ من أبحاث. ويُعَدُّ قسمُ الاستماع أحدَ روافد التحرير، ومصدراً من مصادر الأخبار.
ويُعتبر مركزُ البحوث والمعلومات من أكبر الأرشيفات المتخصصة في المملكة، ويتولى المركزُ تصنيفَ المعلومات، وحفظها، إلى جانب إعداد الدراسات التقارير، وإحصاءات عنمختلف المواضيع ذات الأهمية الإخبارية. وتحتفظ الوكالة بإرشيف كامل بالصور الفوتوغرافية التي تغطي الأحداث اليومية في المملكة، كما تبث الوكالة -للمشتركين في خدماتها من الصحف، ووكالات الأنباء - خدمةً مصورة يومية عبر الخطوط الهاتفية، وتستقبل أيضاً الخدمات المصورة الواردة من خارج المملكة من مكاتبها، أو من الوكالات الأخرى التي ترتبط بها بعقود أو اتفاقيات تعاون، وتتولى إعادة توزيعها للمشتركين في الداخل.
نشرات الوكالة
تُصدِرُ الوكالةُ نشرةً يومية شاملة للأخبار المحلية والعالمية يتم بثَّها طوال 24 ساعة، كما تصدر نشرةً إخبارية باللغة الإنكليزية، ونشرة أخرى بالفرنسية. وقد زاد متوسطُ حجم الأخبار التي تبثّها الوكالة يومياً إلى نسبة تقدر ب (4000%) مقارنةً بما كان تبثّه الوكالة عند بداية نشاطها، كما كانت تُصدر ما متوسّطه (15) صورة إخبارية يومياً في السنوات الأولى لإنشاء الوكالة، ثم تضاعف هذا العدد في السنوات الأخيرة، إضافة إلى الخدمات الإخبارية المصورة التي تستقبلها (واس) من وكالات الأنباء العالمية. وتتولى الوكالةُ توزيعَها بالداخل بموجب عقود خاصة لهذا الغرض.
وتستقبل الوكالة -إلى جانب ذلك- جميعَ الخدمات الإخبارية الصادرة بكل اللغات من وكالات الأنباء الأوربية، والعربية، ووكالات أنباء الدول الإسلامية. وتساهم بإرسال خدمة إخبارية منتظمة لتوزيعها من شبكة وكالة الأنباء الإسلامية الدولية، ومجمع وكالات أنباء دول عدم الانحياز، كما تُصْدِر الوكالة صباح كل يوم نشرةً يومية مطبوعة بأهم الأنباء توزّع على كبار المسؤولين في الدولة.
مكاتب الوكالة ومراسلوها
أقامت وكالة الأنباء السعودية عدداً من المكاتب والمراسلين داخل المملكة وخارجها حرصاً مها في أن تكونَ تغطيتُها للأحداث شاملة ومباشرة.
ففي الداخل أنشأت الوكالة مكاتبَ رئيسية في كبريات المدن السعودية، كماعيّنت مراسلين في المحافظات والمدن الصغرى، وعيَّنت أيضاً مراسلات في عدد من المدن داخل المملكة.
وحرصت المملكة - في الخارج- على إنشاء مكاتب لها في عواصم الدول الكبرى كخطوة أولى، كما عيّنت عدداً من المراسلين في مُدن أخرى ليزودوا الوكالة بالأخبار من مصادرها مباشرة في أوقات حدوثها.
مكاتب الوكالة في الخارج
لوكالة الأنباء السعودية مجموعةٌ من المكاتب خارج المملكة، هي:
1- مكتب الوكالة في بيروت الذي أنشيء عام 1390هـ، ويعمل به أكثرُ من عشرين شخصاً ما بين صحفي وإداري. وقد أثبتَ هذا المكتبُ مهارة عالية في تغطية أحداث بيروت في أيام محنتها.
2- مكتب الوكالة في القاهرة، وقد أنشىء عام 1392هـ، ويعمل به حوالي ثلاثين شخصاً.
3- مكتب الوكالة في صنعاء الذي أُسِّس عام 1393هـ، وهو يتولى تغطية أخبار اليمن.
4- مكتب الوكالة في لندن الذي تأسس سنة 1397هـ، ويعمل به حوالي عشرة أشخاص.
5- مكتب الوكالة في واشنطن، وتأسس عام 1399هـ، والمكتبُ مكلَّفٌ بتغطية أخبار الأمريكيين، ويعمل به أكثر من عشرة أشخاص.
6- مكتبُ الوكالة في تونس أنشىء عام 1401هـ، وقد كُلِّفَ بتغطية أخبار منطقة المغرب العربي، ويعمل به أكثرُ من عشرة أشخاص.
7- مكتب طهران الذي تأسّس عام 1421هـ.
8- هناك -إضافةً إلى ما تقدّمَ- مراسلون للوكالة في إسلام آباد، والأردن، ونيويورك، ودمشق، والمغرب، وموريتانيا، وفلسطين، وبرلين، وبروكسل، وباريس، وموسكو، وبكين، وفينا، وتُزمع الوكالةُ إنشاءَ عدد من المكاتب الجديدة وإرسال عدد من المراسلين إلى عدد من البلاد الأخرى.
ويُشار هنا إلى أن نشاط الوكالة لا يقتصر على ما يصلها من المكاتب والمراسلين، ولكنها ترسل البعثات الصحفية إلى مواقع الأحداث والمناسبات في أي بقعة من العالم لمتابعة الأحداث.

(ملاحظة) : مراجع هذه الحلقة في نهاية الحلقة العاشرة.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved