* رام الله - نائل نخلة:
بصوت مليء بالحسرة تخالطه الدموع التي تفصل بين الكلمات تحدثت الحاجة فاطمة «57 عاماً» من مدينة القدس المحتلة والدة الأسير ناصر عيسى المعتقل منذ 13 عاماً في سجون الاحتلال قائلة: «ها هو شهر رمضان الثالث عشر الذي يمر على عائلتنا لا يشاركنا فيها ولدي الأكبر ناصر الذي قضى زهرة شبابه في سجون ومعتقلات الاحتلال الصهيوني كان آخرها سجن عسقلان حيث يتواجد حاليا».
بعد أن تنهدت قليلا تابعت الحاجة أم ناصر حديثا عن ابنها الأسير قائلة كان ولدي الأكبر وأحن أبنائي، كان يساعدني في إعداد الفطور لإخوانه وعائلته، كذلك السحور أيضا كان ينهض مبكرا ويعدّه غالبا بنفسه في شهر رمضان.
طريقة جديدة للتضامن:
وتقول الحاجة فاطمة منذ اعتقال ولدي لم أشارك في إعداد السحور لأحد من أبنائي منذ ما يقارب الـ13 عاماً، لم أعد أنهض للسحور بل للصلاة فقط، فقد قطعت عهدا على نفسي أن لا أتسحر في شهور رمضان حتى خروج ولدي من السجن ونتسحر سويا كما كنا سابقا. وتتابع حديثها متشائمة «لا أعلم إن كان القدر سيمهلني عشرة أعوام أخرى وهي المدة المتبقية لخروج ولدي من السجن حتى نحتفل سويا بحلول شهر رمضان من جديد وتعود الفرحة التي اختطفها الاحتلال من بيتنا مجددا».
وكذلك حال جدة الأسير مجد زيادة المعتقل منذ عامين والمحكوم بالسجن المؤبد فهي ترفض الحضور من مدينة الخليل لزيارة بيت والدها محمود والد مجد في مدينة رام الله حتى خروج حفيدها الوحيد وحبيبها مجد الذي لم يتجاوز العشرين عاماً والمريض بالسرطان.
فقد كانت معتادة الجلوس في هذا الشهر الفضيل بجانب حفيدها الذي كان يراقب لها الأذان وأوقات الصلوات ويعينها في الوصول إلى المسجد لأدائها، ويساعدها في تلاوة بعض من آيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة.
فرحة غير مكتملة
أما السيد محمود زيادة فيرى أن شهر رمضان هو بمثابة فرصة لاستحضار ذكرى ولده المعتقل المريض بشكل أكبر رغم حضوره في كل لحظة بالنسبة له.
مضيفا أن الفرحة التي تعيشها الأسرة المسلمة بحلول هذا الشهر بالتأكيد أن هذه الفرحة تختلف لدى أهالي الأسرى ولن تكتمل إلا بعودة أبنائهم إليهم.
المناشدة لإطلاق سراحهم:
وناشد محمود زيادة والد الأسير المصاب بالسرطان مجد زيادة المجتمع الإسلامي في هذه الذكرى المباركة والتي تحل على المسلمين «شهر رمضان» أن يعملوا على المساهمة في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وخصوصا أنهم يعيشون ظروفا مأساوية للغاية تفتقر أبسط الشروط الإنسانية.
وطالب أبو مجد من كل عربي ومسلم تبني قضية الأسرى الفلسطينيين وإمدادهم بالدعم المادي والمعنوي إلى أن تصبح هذه القضية قضية رأي عام عالمي وعربي قضية كل إنسان يحب الحرية ويتوق لها.
من جانبها وفي ناهية حديثها تفاءلت الحاجة فاطمة قليلا بهذا الشهر الخير خصوصا أنه شهر انتصارات وتحرير للأسرى المسلمين عبر التاريخ وتمنت أن يتم تحرير الأسرى في سجون الاحتلال، أن يحتفلوا بهذا الشهر وبعيد الفطر بين أهاليهم وذويهم.
وحال هؤلاء الأهالي حال أكثر من 7000 آلاف أسرة فلسطينية يقبع أبناؤها خلف قضبان الأسر منذ وقت قريب أو منذ عشرات السنين، يتوقون إلى الحرية التي سجنوا من اجلها يتمنون أن يكون هذا الشهر الفضيل شهر التحرير من الأسر والاحتلال.
|