* بغداد - الجزيرة:
ماذا يعني تفجير خمسة مراكز للشرطة ومنظمة دولية خلال ساعة واحدة في العاصمة العراقية؟ وماذا يعني استهداف أهم فندق في بغداد لمرتين متتاليتين خلال 24 ساعة وهو الفندق الذي يقطنه المسؤولون الأمريكان، وهو من حيث موقعه كالقلب بيت الأضلع حيث تحيطه قوات التحالف كما تحاط اليد بالأساور؟
يعني من الجانب الأمني ان القوات الامريكية مخترقة (من الخاصرة) كما يقولون، فجميع مراكز الشرطة محاطة بجدار من الأسلاك الشائكة تعززها سدة ترابية تمنع اقتراب اية سيارة من تلك المراكز فضلا عن ان بنادق الجنود الأمريكان ورجال الشرطة العراقية مصوبة نحو المارة على مدار الساعة، ورغم كل ذلك تمكنت المقاومة العراقية تفجير مراكز الشرطة بمن فيها!!
الملاحظ ان المراكز التي طالتها يد المقاومة العراقية تقع جميعها في مناطق سكنية مكتظة بالسكان، فمركز شرطة الشعب يقع في أهم شارع في منطقة الشعب والذي يطلق عليه شارع (سوق شلال) وهو شارع مكتظ بالمارة لكونه شارعا تجاريا مهما، وكذلك الحال بالنسبة لمركز شرطة الخضراء فهو يقع في حي سكني تحيطه بيوت المواطنين من كل جانب فضلا عن وجود ثلاث مدارس قبالة المركز من بينها مدرسة للطالبات المتميرات وقد وقد وقع الانفجار أثناء دوام المدارس مما أثار حالة رعب وفزع بين اهالي الأحياء السكنية وفي نفوس الطلبة فضلا عن الإصابات الكثيرة التي طالت المواطنين المدنيين.
استهداف عدد من مراكز الشرطة وعلى وفق توقيت دقيق اسقط جميع الإجراءات الأمنية التي اتخذنها قوات التحالف كما اسقط نظرية (الجدران العازلة) التي اعتمدتها القوات الامريكية في حماية أهدافها ومواقعها في العراق من خلال تسويرها بجدران عالية ومتينة من الكونكريت المسلح.
الأخطر في استهداف مراكز الشرطة هو ان رجل الشرطة سينشغل عن أمن المواطن بأمنه الشخصي فهو المستهدف قبل المواطن في المعادلة الأمنية وهذا يعني ان حالة الانفلات ستسود الشارع العراقي بنحو اكثر شراسة من السابق.
إما استهداف منظمة الصليب الأحمر فهو رسالة سبق للمقاومة العراقية أن بعثتها لجميع المنظمات الدولية أو الإنسانية من خلال تفجيرها لمقر الأمم المتحدة في شهر أغسطس الماضي وفحوى الرسالة ان وجود المنظمات في العراق في ظل الاحتلال انما هو إدانة للاحتلال واعتراف به وقد اعذر من انذر!
|