* واشنطن أ ش أ:
فيما يوصف بأنه تراجع في اللهجة الأمريكية المتشددة نفى نائب وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد أرميتاج سعي الإدارة الأمريكية إلى الإطاحة بنظام الحكم في ايران وعرض استئناف اتصالات محدودة مع إيران يركز على عدد من القضايا مثل العراق وأفغانستان ومكافحة المخدرات.
وجاءت أقوال المسئول الأمريكي التي أدلى بها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي وسط أنباء بأنه توجد اتصالات أمريكية إيرانية بالفعل في العاصمة السويسرية جنيف دون معرفة المشاركين فيها أو طبيعة القضايا محل النقاش.
وقال أرميتاج في شهادته أمام اللجنة إنه ليس بيد الولايات المتحدة تغيير النظام الحاكم في إيران، وأجاب على سؤال حول ما إذا كان تغيير نظام الحكم بإيران يمثل سياسة أمريكية بالقول بصورة قاطعة «لايا سيدي، ليس كذلك».
وأوضح أن الولايات المتحدة على استعداد لاستئناف اتصالات محدودة مع إيران ليس بصورة ثنائية ولكن من خلال حوار متعدد الأطراف عبر منظمات دولية غير أنه أكد أن الولايات المتحدة لم تدخل مع إيران في حوار موسع من أجل تحسين العلاقات.
وأضاف المسئول الأمريكي أن العلاقات الأمريكية الإيرانية لا يمكن أن تتحسن قبل أن تتعاون حكومة طهران مع واشنطن بشأن تنظيم القاعدة.
وكان الجانبان الأمريكي والإيرانى قد عقدا سلسلة من اللقاءات في وقت سابق من الوقت الحالى، غير أن تلك الاتصالات توقفت في أعقاب هجوم الرياض في الثاني عشر من مايو الماضي وسط اتهامات أمريكية لإيران بإيواء عناصر لتنظيم القاعدة.
وقال أرميتاج في شهادته أمام مجلس الشيوخ «نحن على استعداد للقاء ثانية في المستقبل إذا كان ذلك يصب في خانة المصالح الأمريكية».
وأكد أن الولايات المتحدة على استعداد لتغير سياساتها حيال إيران إذا توقف الإيرانيون عما وصفه بدعم الإرهاب والسعي لتطوير أسلحة الدمار الشامل، وهما القضيتان الرئيسيتان على لسان المسئولين الأمريكيين بشأن إيران.
وقال نائب وزير الخارجية الأمريكي إن نواحي القلق الأمريكي حيال إيران تتمثل فيما وصفه «بالسياسات والتصرفات السلبية والهدامة» التي تتخذها الحكومة الإيرانية مثل سجل حقوق الإنسان السيئ والبرامج النووية والكيماوية والبيولوجية التي تسعى إيران إلى تطويرها بالإضافة إلى ما وصفه بدعم إيران للمنظمات الإرهابية.
وكرر ارميتاج الانتقاد الأمريكي لإيران بمساندة منظمات مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أيضا أن عناصر في الحكومة الإيرانية ساعدت أعضاء في تنظيم القاعدة وجماعة أنصار الإسلام في التسلل إلى إيران والحصول على ملاذ آمن هناك.
وقال إنه يجب على طهران التوقف عما وصفه بدعم الإرهاب قائلاً إن «حل تلك القضية يمثل خطوة مهمة في العلاقات الأمريكية الإيرانية ولن نستطيع التقدم بدونها».
وأضاف أنه على الرغم من «التدخل الإيرانى السلبي» فقد اتخذت إيران خطوات لدعم الاستقرار في العراق وأفغانستان.. وأشاد في هذا الصدد بالدعم الإيراني المادي للبلدين وقال إن الإيرانيين يواصلون التعاون في مكافحة المخدرات وجهود إعادة توطين اللاجئين.
وأوضح أن الولايات المتحدة سعت إلى تشجيع مثل تلك الخطوات من خلال حوار مباشر مع السلطات الإيرانية حول القضايا محل القلق الثنائي والمباشر.
وحرص أرميتاج على اقتباس عبارات جاءت على لسان «شيرين عبادي» السيدة الإيرانية التي حصلت على جائزة نوبل للسلام مؤخراً خاصة فيما يتعلق بأن التغيير يجب أن يأتي من الداخل وأنه لا يجب توقع نجاح سياسة واحدة مناسبة للجميع.
ولا يتعين النظر إلى أقوال أرميتاج على أنها انعكاس للنبض الوحيد في الإدارة الأمريكية، حيث يوجد فريق من المتشددين على رأسه نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد يفضلان سياسة متشددة حيال إيران. غير أن أسهم هذا الفريق تراجعت نسبيا في ضوء التخبط الأمريكي الحالي في احتلال العراق.
|