* بغداد - د. حميد عبد الله:
شهد عقد التسعينات في العراق انقلابا شاملا في البنية الاجتماعية للمجتمع العراقي، حيث افرز الحصار مفارقات مضحكة مبكية، فثمة أثرياء أفلسوا ومفلسون صاروا من دهاقنة المال، شيوخ عشائر تورطوا في أعمال ضد النظام ففروا بجلودهم إلى المنافي وآخرون نصبهم النظام شيوخا على عشائرهم حتى أطلق عليهم تندرا (شيوخ التصنيع العسكري).
لكن بعض الشيوخ ظلوا يعملون ضد النظام من غير أن تضعهم أجهزة النظام في دائرة الشك لانهم كانوا يعملون تحت السطح بانتظار الفرصة التي يخرجون فيها الى الملأ ليشهروا معارضتهم وكان من بين أولئك ضابط كبير في الجيش العراقي هو اللواء الركن عبد المناف عبد الحسن مبارك الساعدي الذي نجح في تشكيل تحالف اسماه تحالف العشائر العراقية انضوت تحت مظلته 2000 عشيرة عراقية يقارب عدد أفرادها اكثر من 10ملايين عراقي.
الشيخ اللواء الركن عبد المناف الساعدي ضابط عراقي لامع في صنف الصاعقة وقد تولى في فترة معينة تدريب أفراد الحمايات الخاصة في القصر الجمهوري فضلا عن كونه لاعب كاراتيه وحائز على الحزام الأسود في الكاراتيه من اليابان.
* سألت الشيخ الساعدي الذي اتخذ من بيت وطبان التكريتي مقرا له عن أهداف تحالف العشائر العراقية فقال:
هدفنا الأساس هو التمسك بوحدة التراب العراقي، والحفاظ على ثروته واعتماد شعار (العراق قبل كل)، ودعوة رؤساء العشائر الى تبني مشروع المصالحة الوطنية، ومحاربة أي رغبة للتفرد بالسلطة، والمطالبة بالإسراع في نقل السلطة للعراقيين.
* ولماذا لا يوجد لكم ممثل في مجلس الحكم؟
نحن رفضنا الانضمام الى مجلس الحكم لانه مجلس بلا صلاحيات، وقد أوصلنا رأينا للأمريكان.
* وما هو موقفكم من الاحتلال ؟
نحن ننظر الى الاحتلال كواقع حال، ولا نرى مبررا لمقاومة الاحتلال في الوقت الحاضر، فالأمريكان لهم فضل علينا لانهم خلصونا من نظام صدام.
* لكنهم محتلون؟
وصدام كان محتلا أيضا !!
* لكن صدام ابن البلد
والله يا سيدي كان وجوده أسوا من الاحتلال.
* وهل لكم قنوات اتصال مع قوات التحالف؟
هم يبعثون لنا مندوبين عنهم دائما للتشاور في بعض القضايا
* ألا تستفزكم بعض تصرفاتهم؟
لقد أبلغناهم بأننا لا نسمح لهم بالإساءة إلى العراقيين قولا أو تصرفا، واتفق جميع رؤساء العشائر على منع الأمريكان من إهانة أي عراقي لاي سبب كان.
* وعلاقتكم برجال الدين؟
نحن تحالف علماني شعارنا الدين لله والوطن للجميع.
* ولكن بعضكم سني وبعضكم شيعي؟
اتفقنا أن نكون فوق الخلافات الطائفية ولكننا نتدخل إذا لمسنا إن هناك تجاوزا على المقدسات او الرموز الدينية.
* مثلا؟
عندما وجدنا بعض الحركات الإسلامية تطالب بإخراج السيد السيستاني من العراق وقفنا ضد هذه الدعوات وحمينا السيستاني بقوة السلاح.
* وهل لكم علاقات مع دول الجوار؟
زرنا تركيا والتقينا بكبار المسؤولين فيها وفي نيتنا أن نزور المملكة العربية السعودية وإيران.
| 
