Thursday 30th october,2003 11354العدد الخميس 4 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
ترجّل رجل دولة لا مثيل له
جاسر عبدالعزيز الجاسر

غدا الجمعة الخامس من شهر رمضان المبارك الموافق الواحد والثلاثين من شهر تشرين الأول «اكتوبر» يترجّل قائد إسلامي رجل دولة من الطراز الأول مودعاً الحكم في بلاد إسلامية نقلها من حالة التخلف إلى مصاف الدول المتقدمة ليجعل من بلاده مملكة ماليزيا على رأس الدول النامية المتقدمة وقائدة نمور آسيا.
غداً الجمعة يودع الدكتور محمد محاضير رئيس وزراء ماليزيا الحكم ويترك رئاسة الوزراء بمحض اختياره وهو في أوج سموه الفكري والسياسي والسلطوي، فالدكتور محاضير زعيم شعبي محبوب على صعيد ماليزيا وعلى صعيد دول جنوب وشرق آسيا وليس على صعيد الدول الإسلامية والمسلمين جميعاً فحسب، فالدكتور محاضير وسجله الناصع في العمل السياسي والفكري ودوره في إشاعة التسامح والتفاهم في بلاده فإنه يعتبر رمزاً لكل الدول في جنوب وشرق آسيا، وهذا الرجل الذي أنشأ حزب التقدم الشعبي الذي يضم في عضويته المسلمين من الملاويين أهل البلاد الأصليين والماليزيين من أصل صيني والذين يتبع بعضهم الفلسفة البوذية والماليزيين من أصل هندي وبعضهم يتبع الفلسفة الهندوسية، بالإضافة إلى المسيحيين من قوميات مختلفة، وقد استطاع محاضير بروح التسامح والتفاهم أن يصهر هذه العناصر المتعددة الأديان والقوميات وأن يوجد في ماليزيا مجتمعاً متفتحاً لا تشعر بفوارق بين مواطنيه ووظَّف الخبرات المحلية مع ما يتمتع به الصينيون والهنود لتبرز ماليزيا كنموذج رائع تفتقر إليه الدول التي تدِّعي الديمقراطية والمساواة، فماليزيا قامت بعمل وأقدمت على مبادرات تفتقر إليها العديد من الدول والمجتمعات حتى في أوروبا وأمريكا، فماليزيا تقريباً البلد الوحيد في العالم الذي يستقبل المناسبات والأعياد الخاصة بكل قوم في ماليزيا كأنها مناسبات وطنية توليها اهتماماً كبيراً، فأعياد المسلمين ليست وحدها التي يحتفل بها الماليزيون، بل يحتفلون بأعياد الصينيين ومناسبات الهنود والأقوام والأعراق الأخرى بتسامح وتفاهم ومشاركة وطنية لا تجدها في بلدان أخرى.
تراث فكري وإنساني وإنجازات سياسية واقتصادية جمَّة يتركها الدكتور المفكر الإنسان المسلم محمد محاضير وهو يودع اليوم الحكم برغبته ليضيف مأثرة أخرى لمآثره، مبادرة جديدة تدعم مبادراته العديدة في تقديم النموذج الحقيقي للقائد المسلم في عصر نفتقد فيه مثل هذا النموذج الرائع الذي نتمنى أن يستثمر فكره وجهده لانتشال العالم الإسلامي من الأزمات التي يعيشها وينضم إلى المخلصين من قادة العالم الإسلامي الذين يبحثون عن خلاص وحل لما يحيط بالعالم الإسلامي من مخاطر.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved