يحجم بعض المستثمرين السعوديين عن انشاء مشروعاتهم الاقتصادية، لأنهم يخافون الفشل، والحقيقة فإن هذه مفارقة عجيبة، فعدم انشاء المشروعات هو فشل أيضاً، والنجاح والفشل أمران واردان. البعض يخاف بداية المغامرة، والبعض الآخر يخشى المخاطرة، لكن الخوف دافع ايجابي لمن يدرك طبائع الأمور، هناك دائماً قرارات شخصية على المستثمر أن يتخذها في حينها، وهناك أيضاً خيارات له أن يفاضل ويفاصل بينها. القرارات التي يصنعها المستثمر اليوم هي التي ستصنعه غداً وإذا ما أراد أن يبدأ مشاريعه الاستثمارية فلا وقت لديه لكي يضيعه، فإن المستقبل يبدأ اليوم وليس غداً وغالباً ما تذهب الغنائم لمن هو أكثر جراءة وإقداماً.
لكل مشروع مفاتيح أساسية للنجاح في عالم المال والأعمال ونعرف أن كل مشروع ناجح يعتمد على الذكاء والإدراك والوعي بالبيئة الخارجية، وإذا ما افتقر المستثمر إلى بعض الخبرات التي لا يعرفها اليوم، فيمكن له أن يعرفها غداً، يحاور بعض المبتدئين بالقول إن بعض الخبرات تبدو بسيطة وواضحة إلا أنها مخادعة ومضللة وقد تستغرق أعواماً قبل أن يلمَّ بها وقد تستغرق أحياناً عقداً من الزمن قبل أن يتقن معالمها، ولكن عاجلاً أو آجلاً فسوف تؤتي كل تلك الخبرات والمعلومات والصلات الشخصية التي تم اكتسابها على مدى المسيرة المهنية ثمارها ومردوداتها الطيبة.
ومن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها أولئك الذين يتركون وظائفهم ويتجهون للأعمال الحرة أنهم يملكون زمام أمورهم ومصائرهم، ولكن الحقيقة على النقيض، فالخبرة المكتسبة من العمل لدى شركة كبرى محلية لا تهيئ صاحبها دائماً للتعامل مع الواقع عند بدء مشروع استثماري، فالتقشف وشد الأحزمة والاعتماد على الذات من مرتكزات نمو المشروعات في مراحلها الأولى، التي بها تتميز وتختلف جوهرياً عن طرق إدارة الشركات مهما كبر حجم مبيعاتها وأصولها المالية. إن النجاح السابق في إدارة الشركة لا يمكن له أن يقاس كأساس لإدارة المشروعات الجديدة، وقد تتعرض في كثير من الأحيان منشآت تجارية نامية للإخفاق ليس بسبب مشكلات تسويقية أو مالية، وإنما لمجرد أن المستثمر لم يمتلك الجرأة الكافية لمواجهة موقف صعب لم يمر عليه خلال عمله في الشركة. ونحسب أن صاحب المشروع الفطن هو الذي يوفق بين ما يستطيعه وما يريده من ناحية، وبين ما يحتاجه الآخرون وما يستطيعون شراءه من ناحية أخرى.
|