هناك طرفة تروى عن الشعب الكوبي وعلاقته بثورة (كاسترو) تقول: في بداية الثورة كانت هناك حديقة حيوانات وكتب عليها الرجاء عدم إطعام الحيوانات، بعد عشرين عاما كتبوا الرجاء عدم أكل طعام الحيوانات، وفي العشرين عاماً الأخيرة، وضعوا إعلانا يقول الرجاء عدم أكل الحيوانات.
بالطبع هذه الكوميديا التي تقطر مرارة تنقل لنا ملامح الوضع الاقتصادي بعد حكم آخر الرفاق وأكثرهم صموداً.
في جميع بلاد العالم باستطاعتنا أن نميز الشعوب التي كانت خاضعة للحكم الشيوعي، حيث لا حرية ولا هواء، فقط صور الرفاق تسد منافذ الحرية.
الألبان في إيطاليا يسببون مشكلة اقتصادية وأمنية كبيرة لإيطاليا، سكان ألمانيا الشرقية، وما جاورها من دول كانت تقبع خلف الستار الحديدي، يتحينون أي فرصة للفرار إلى الدول الغربية.
اما الروس فنراهم في جميع أنحاء العالم محملين بالهم ووعثاء الفقر، وهناك علامة استفهام، بل هي وصمة تتبع نساءهم!!
فماذا فعل بهم الستار الحديدي؟ ماذا فعلت بهم سبعون عاما من تمجيد الحزب ورمزه وشعاراته، والمظلة التي كانوا يقبعون تحتها فتمنعهم التفكير والإبداع، لأن الحزب ورموزه سيفكرون عنهم ويجدون لهم الحلول جميعها؟
طبعاً بحماية من البوليس السري وأنظمة المخابرات التي تتسلل بين الأخ وأخيه، ثم تلا جميع هذا الانهيار المدوي الذي صم آذان العالم، الانهيار الذي عجز عن الصمود أمام تيار الحياة وصيرورتها المتبدلة المتحولة، فتلك الأنظمة لو كان لها قدرة على الحياة والمواجهة والإنقاذ، لما خشيت كل دخيل وطارئ، لم يهددها كتاب أو مقالة، أو أي زائر طارئ.
تلك الشعارات الفخمة الضخمة التي صمت الآذان وحشدت الحشود خلفها، بعدما وضعت للبشر ولمزيد من المنجز البشري عبر التاريخ وأصبحت وتحولت بالتدريج إلى صناديق قمع وأقبية تعذيب، وتحولت النظرية إلى أداة قمع بدلاً من أن تكون طوق نجاة، بعد أن صار البشر في خدمة النظرية ولم تعد تخدمهم!!!
وبالتأكيد هذا شأن جميع النظريات الفوقية المتحجرة، التي تحاول أن تضع الزمن وتيار الحياة الهادر، في أقفاصها وصناديقها المصمتة، لكن في النهاية تيار الحياة يأخذ كل شيء في طريقه، والدوام لوجهه تعالى.
|