وزير التربية كيلا تصبح ذا شخصية بغيضة
ليس بهذه الصفات يمكنك إثبات الذات
طيف أحمد الوشم / ثرمداء

أن تكون ذا شخصية مرموقة متزنة فهذا المطلوب، أن تكون ديمقراطياً متفهماً تزن الأمور بميزان الحكمة فهذا هو المرغوب، أن تكون معتزاً بنفسك مترفعاً عن مواطن الدنس ومآزق الفساد فهذا هو السلوك المحبوب وتلك هي الرزانة وتلك هي الرصانة. لكن أن تكون دكتاتورياً متسلطاً تفرض آراءك على من حولك وتحيطهم بشرنقة أفكارك دون تشاور ودون تفاهم فهذا هو المؤلم حقاً!!
كثير من البشر يتخذ من الدكتاتورية شعاراً له ومسلكاً يسلكه معتقداً أن ذلك هو الرجولة بحد ذاتها فنراه يفرض أوامره على الصغير والكبير والذكر والأنثى دون مراعاة للمشاعر أو للسن.. فنراه يأمر ليطاع دون أن يراعي عواقب الأمور، فكلمته بمنزلة الفريضة لا نقاش ولا جدال فيها تأخذه العزة بالاثم، يرى أن رأيه صائب فهو لا يخطىء ومن يثنيه عن رأيه أو عزمه فهو عدوه اللدود. إنَّ هذا الدكتاتوري كالغراب الذي لا يهوى العيش إلاّ في الأوحال الممزوجة بالدماء. قلبه ينبض وسط جسم مريض.. نصب الظلم والتعدي في فناء داره ومارس دكتاتوريته على من حوله، يهوى تملق الآخرين بكلمات معلبة ومشاعر مزيفة من أجل اثبات ذاته فقط!!!
والكثير من البشر يمارسون الدكتاتورية لأنهم يحسون بنقص في انفسهم فيحاولون سد هذا النقص بهذا التسلط. ديننا الحنيف يأمر بالرحمة والشفقة وينهى عن الظلم والتسلط والعدوان إلاّ أن البعض ديدنه هذا وطبعه لن يتغير مطلقاً!!!
ديننا أمرنا باللين وعدم الغلظة والشدة وفتح باب الحوار والنقاش وابداء الآراء بقوله تعالى {وّشّاوٌرًهٍمً فٌي الأّمًرٌ} [آل عمران: 159] ديننا نهانا عن القسوة والغلظة فيقول سبحانه وتعالى {وّلّوً كٍنتّ فّظَْا غّلٌيظّ القّلًبٌ لانفّضٍَوا مٌنً حّوًلٌكّ} [آل عمران: 159]. ولكن بعض البشر يرى أن الغلظة والشدة وفرد العضلات هي طريقه للشهرة وبسط النفوذ. عفواً يا ابن آدم لم هذه الدكتاتورية؟ ولم هذا التسلط على بني جنسك؟
ألست مثلهم؟ ألم تخلق من ماء مهين كما خلقوا؟ ألم توهب من الرزق مثلهم؟ إذن عامل غيرك بالحسنى وترفع بنفسك عن الدنايا وكن متزناً في حديثك صادقاً مع نفسك طيبا مع غيرك!! اعمل خيراً وألقه يماً ولا تندم على خير فعلته، اسلك مسلكاً يجعلك محبوباً لدى الجميع.. قف مع المحتاج وساعد الضعيف.. وانصف المظلوم.. وابتعد عن الدكتاتورية والتسلط.. واجعل من كلامك لغيرك درراً، حينها ستكون غيثاً مدراراً وثمراً طيباً وانساناً ديمقراطياً. قل لا للدكتاتورية واجعل شعارك حسن الخلق ولين الجانب وطيْب المعشر، عندها ستحيا سعيداً وتموت هنيئاً فطوبى لك ثم طوبى لك!!