من كل قلبي أزف اللفظ تهنئة
لفتية العلم والإسلام والأدب
طلاقة الصبح تحكي فيض تهنئتي
ورقة الماء تكسو اللفظ في طرب
عام جديد وآمالي مؤرقة
كيما نعيش بعز رائق رحب
خاصمت قافيتي ردحاً فأتعبني
داء الجفاء وصار القلب في وصب
وعاودتني أحاسيس برقتها
غدت تداعب حرف الشعر في حدب
فانقاد حرفي بإذعان يطرزه
صدق الشعور وحب باسق الرتب
إن المعالي والأمجاد سامقة
ليست تنال بغير الجد والتعب
قالت محدثة أصحابها أبداً:
سيروا اليّ بعزم غير مضطرب
ثم اهجروا الكسل المأفون واطرحوا
عنكم غبار التواني واعرفوا طلبي
يا طالب المجد خيل الخير سابقة
فلتركبن صهوها عزاً ولا تهب
حتى تزيل غبار الذل مغتبطاً
بالنصر حراً وشمس العز لم تغب
وتزكو النفس ايماناً يجلله
حب الإله عظيم الشأن والوهب
يا أيها الصحب أشجاني تحرقني
مما دهى أمتي الشماء من نوب
فكيف راقت لذي لب معيشته
وإخوة الدين في هم وفي كرب
بكت مآذن أقصانا وجاوبها
صوت حزين من الشيشان في سغب
وجلجل الحزن في الأرجاء منتحباً
على العراق بلاد المجد والعرب
أني نظرت بعين العقل في بلد
تجد به غربة للدين عن كثب
يا فتية العلم فاقضوا العمر في نهل
من المعارف لا تنأ واعن الطلب
يا فتية العلم نار الجهل موقدة
هبوا حماة أزيلوا الشر في دأب
آمال أمتنا فيكم معلقة
فأنتم في فضا الأكوان كالشهب
عذراً - أخي - فما كلفت قافيتي
لكنه حس حب هام بالنجب
فاقبله فضلاً وغض الطرف تكرمةً
فما رغبت سوى التقدير للأرب