|
|
آوووه... كلما اقترب رمضان ازداد نبضي واشتد حنيني.. كل شيء في رمضان سيذكرني بك ايتها الحبيبة الراحلة.. تمراتك التي نستحلفك بالله الا تزيد عن ثلاث لئلا يرتفع السكر.. مهاتفتك على الأحبة وأنت تبادرين الصغير قبل الكبير بالتهنئة في رمضان... مكانك في المسجد تحت الحائط الصغير وأنت تسندين ظهرك ولا تترددين ان تفسحي المكان لمن هو أكبر منك سناً.. يدك الحانية التي كانت تقبض على كفي ونحن نخرج سويا بعد صلاة التراويح.. دعواتك الصادقة وأنا أغلق باب السيارة خلفك.. رائحة عودك المختلط برائحتك الزكية.. أنفاسك المتلاحقة.. كأس الماء التي أضعها أمامك في المصلى تشربين منها بعد الصلاة ويرتفع صوتك بالدعاء لمن ابتاعه ولمن أحضره ولمن عمّر هذا المكان ولكل من حولك... أنت يا حبيبة قلبي كما أنت في الصحوة والمنام لا تنسين أحداً ولا تقاطعين قريبا ولا يشغلك عن الخير شاغل... آووه يا مضاوي.. لو كنت شاهدتِ تلك الجموع التي أمطرتنا مواساة بك لعرفتِ حقاً منزلتك في قلوب البشر ولكن والله لم يواسني في بعدك إلا يقيني بالله فرحيلك مصاب جلل. سوف أتذكرك أول يوم في رمضان ساعة الإفطار وسأبكيك وكأنك الآن بدأتِ الرحيل... سأتذكر كل مائدة جلست عليها برفقتك وحجبت عنك كل الاصناف الحلوة خوفاً عليك.. رغم اني كنت دائماً أشك ان سبب ارتفاع السكر لديك هو لسانك الذي يمطر عسلاً... يا قرة عين قلبي لقد أشبعت طريق بيتك دموعاً كلما حدف بي القدر إلى ذلك الطريق الذي أهرب منه كثيراً لئلا اصطدم بخيالك يقطع الشارع المحاذي ليطرق على أبواب الأحبة ويبادرهم السلام.... عرفتك لا تنتظرين الواجب بل أنت من يذهب إليه.. أعدك ألا أسجد بمكانك في ذلك المصلى سجدة واحدة إلا وتسابقني دعواتي لك بالرحمة والمغفرة وعرض الجنان.. أعدك ان أقبِّل مكان أقدامك واستنشق عبير أنفاسك واتلذذ موقع جبينك.. وأعدك ألا أبكي.. وحتما لن أستطيع... سامحيني ان أغرقت المكان بكاء فحزني ليس له حدود.. واعذريني ان أبكيت الجموع رأفة ورحمة فوالله ان مافي قلبي لا يسعة الفضاء واقبليني كلما شعرت أنني أقبِّل جبينك واحتضن رأسك بين ذراعي فأنت قطعة مبتورة من قلبي.. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |