النصيحة .. فن العلاقات الإنسانية
أميرة السملق / الرياض

تعتبر النصيحة من ارقى فنون العلاقات الإنسانية، واعمق المبادئ الاخلاقية المتجذرة في الفطرة البشرية. ويبرز هذا المبدأ العظيم في المجتمعات الإسلامية بشكل كبير، حيث تلعب النصيحة دوراً مهما في تنمية الاستعداد الشعوري واعادة تصحيح المفاهيم وتعديل السلوك وتفادي النكسات والعثرات والمساهمة في التعرف على الحقائق الغامضة وكيفية التعامل مع المعوقات والعقبات، على أن تطلب النصيحة من مستشار ثقة، يبني الحلول والآراء والبدائل على قاعدة أخلاقية، واسس موضوعية ويكشف عما في الواقع من ماهيات وتجارب. ومن وجهة نظر نفسية سلوكية يجب أن يكون الناصح ملماً بالمهارات الاساسية للنصيحة، والتقنيات التأثيرية، وحتى تصبح النصيحة أكثر تكاملاً يجب اتباع ما يلي:
1 - محاولة فهم شخصية الطرف الآخر ونمطها ومعرفة ما ان كان من الاشخاص السلبيين أو الايجابيين من المتشائمين أو المتفائلين.. الخ والتعرف على ما يجول بداخله من عواطف وانفعالات وافكار.
2 - ان شعور الفرد باحترامك وتقديرك الدائمين له يولد الثقة والود ويحقق المصداقية المطلوبة التي تعتبر المفتاح الفولاذي للدخول إلى صلب الموضوع.
3 - مما لا شك فيه ان استخدام لغة الجسد من (ايماءات واشارات وحركات واتصال بصري) يدعم الحديث بشكل كبير ويساعد في ايصال الرسالة المطلوبة بوضوح تام. كما ان القدرات الكلامية والتشكيلية الصوتية، تجعل الحوار أكثر فاعلية وحماساً واحساساً واقناعاً.
4 - الاستماع الجيد والاصغاء للطرف الآخر بحيث لا يكون الاصغاء جزئياً أو نصفياً.
5 - وأخيراً اتبع ما يقول ارسطو:
(ان جهودنا في الاقناع تعتمد على ثلاث خصائص لحمل الآخرين على عمل ما نريدهم أن يعملوه:
أ - ان نقنعهم بطريقة منطقية.
ب - ان نفهم ما يحفزهم ونوجد رد فعل عاطفيا.
ج - ان نظهر النزاهة، والثقة لنحظى بالمصداقية. ان النصيحة وسيلة علاجية مجدية فاشحذوا الهمم وسخروا المهارات والمواهب والقدرات في الاصلاح والارشاد والتقويم.