شهر القرآن.. آداب وسنن
الحمد لله الذي مد في آجالنا، وجعلنا ندرك هذا الشهر المبارك، فكم هي نعمة كبيرة ومنحة جليلة من العزيز الوهاب.
أخي الحبيب قلب طرفك وارجعه على من حولك أين هم أين ذهبوا، كانوا معنا في رمضانات خلت ولكن فنوا وبقيت، ورحلوا ومكثت فأدرك هذا الفضل من الرحمن الرحيم، مستغلاً شهر البركة فيما ينفعك.
اعلم - أخي الصائم - ان لهذا الشهر المبارك فضائل وآداباً وسنناً نذكر منها مايلي:
* التوبة والإنابة والرجوع الى الغفور الرحيم، وهي صفة يحبها الله وبها وصف الصالحين الأوابين قال الله - عز وجل-: {(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) } والتوبة سبيل الفائزين المفلحين، بها يمحو الله الخطايا والزلات، ويقلب السيئات حسنات قال الله تعالى: {(فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً)
ولا يزال بابها مفتوحا لكل منيب اواب.
* الإكثار من تلاوة كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو الذكر الحكيم والفرقان المبين وفي هذا الشهر الكريم نزل قال الله - تبارك وتعالى: {شّهًرٍ رّمّضّانّ پَّذٌي أٍنزٌلّ فٌيهٌ پًقٍرًآنٍ هٍدْْى لٌَلنَّاسٌ $ّبّيٌَنّاتُ مٌَنّ پًهٍدّى" $ّالًفٍرًقّانٌ} في كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» فاجتهد - أخي المبارك- في تلاوة وتدبر آياته، واحرص على ختمه ومعاهدته، ولا يكن همك آخر السورة، واعلم ان القرآن والصيام يشفعان لصاحبهما يوم القيامة كما أخبر بذلك المصطفى - صلى الله عليه وسلم-.
وفي الحديث الصحيح «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» وصلاة التراويح من قيام الليل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة»، فاحرص - يا رعاك الله - على هذا الفضل العظيم من الكريم الجواد، ساعة تزيد او تنقص فيها من الثواب ما يعلمه إلا الله.
*الحرص على قيام ليالي العشر الأواخر، حيث ادراك ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ما يعدل اربعا وثمانين سنة وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
|