«المخيمات البيضاء» رب درهم سبق ألف دينار

تعقيباً على ما كتبه محمد أبو حمرا في صفحة مقالات يوم الأحد 30/8/1424هـ معنونة بقوله «يا أهل الخيام البيض» أحببت أن أدلي بدلولي لأقول:
تحدث الأستاذ المبجل بارك الله في مسعاه عن الخيام التي تطرق أطنابها في الطرقات، وقد أعدت للصائمين في نهار رمضان المبارك، وإني لأرى الأستاذ محمد قد قال من بين السطور انه لا داعي لمثل هذه الأشياء، فهناك أشياء أخرى أحرى من هذه، وإني لأقول مستعينا بالله الجواد: إن ما يوضع من مخيمات في كل الارجاء في بلدنا المعمار، هو ما يرجى به وجه الله سبحانه وتعالى فحسب إذ أن كل منهم استشعر في قرارة نفسه، وفي مكنون فؤاده «من فطر صائماً كان له مثل أجره غير انه لا ينقص من أجر الصائم شيء».. يا الله على هذه المكرمة الربانية.. ويا الله على هذه المنحة الإلهية الفذة.. التي يحث أن يتنافس فيها المتنافسون.. ويركض لها الراكضون يا الله.. عملٌ قليل بأجر كبير، من المحروم الذي سيفوت هذه العطايا؟! وهذه المنح والهدايا.. يكفينا من هذه الخيام البيضاء كما وصفتها!! انها بيضاء، بيضاء باجتماع المسلمين جميعهم وألفتهم واخائهم وترابطهم، وتراحمهم، وانهم مهما اختلفت لغاتهم.. وتعددت ألسنتهم إلا ان الاخوة الربانية تجمعهم، والمحبة الالهية تلم بهم.. مشاهد روحانية.. وثغور باسمة واجتماع سعيد.. يشعر المؤمن بأننا مازلنا في الخير.. وما زال الخير يدب في عروقنا.. ويسري في نفوسنا ودواخلنا. والله ثم والله إن أي مبلغ كان.. قليلا أم كثيرا.. هو قليل يقدم.. ويسير يفعل كيف لا.. وهو في مرضات الله عز وجل.. هب أننا خسرنا على الفطور، والسحور، والعشاء.. آلاف الآلاف.. أليس هذا يسير معادلة بمرضاة رب الأرباب.. أليس من البشر.. من يصرف الآلاف المؤلفة على كل ما حرم الله عز وجل.. من معازف، وغناء، ولهو، وباطل.. ورب درهم سبق ألف دينار.. والباطل زاهق، مهما كان ثمنه، وعلى قدره.. وارتفعت قيمته.
- وحتى لو أضحى من هم في داخل المخيمات «البيضاء» ليسوا من أظهرنا، وليسوا من بلادنا.. فلا تثريب في هذا.. ولا عيب. يكفي منهم أن يأخذوا صورة حسنة عن بلادنا.. يكفي منهم.. أن ننال أجراً من طريقهم.. يكفي أن يكون ذلك مدعاة لتأليف قلوبهم.. وتثبيتهم على الحق وعلى الصواب.
أخي الكريم: أنا معك بأن هناك أسرة محتاجة، لكن ليس في سبيل أن نقوض أطناب مخيم خير بسبب أن من تحت سقفه ليسوا من جلدتنا!!
والله من وراء القصد..