Thursday 30th october,2003 11354العدد الخميس 4 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رسالتي لا يغتالها النسيان رسالتي لا يغتالها النسيان
طريق الأرطاوية الدولي أثكل الأمهات وأيتم الأطفال

لقد اطلعت على الخبر الذي كتبه زميلنا فهد الفهد وهو وقوع حادث مروري على طريق الارطاوية المجمعة واصابة عدد «14» طالباً وطالبة هذا الخبر الذي كتبه زميلنا يوم الخميس الموافق 6/8/1424هـ ....اي عزيزتي... فحوادث الارطاوية اصبحت بالجملة فهذا يا عزيزتي امر اقلق الجميع، امر ايقظ الكثير واحزنهم، كدر اليهم افراحهم وحولها الى احزان لا احد يعترض على قضاء الله وقدره ولكن النفس لابد ان تحزن والعين لابد ان تدمع والمشاعر لابد ان تتأثر كيف لا تتأثر وهي مشاعر انسان لا يستطيع ان يقف في وجهها بل انها اذا وجدت امرا يفرحها فهي تفرح واذا كان هناك شيء يحزنها فهي تبقى حزينة..
عزيزتي : لا ملجأ بعد الله الا اليك نلجأ اليك في ساعات تنهال علينا افكار وتتوارد علينا الكلمات وفي هذه الحالة لا نجد لها مكانا يستوعبها سوى صفحاتك.. اذا قلت لي ماهو الامر ماذا حصل انني بالسابق اتلقى مشاركات منكم جميلة واليوم ماذا حصل لكم لماذا تحولتم من اصدقاء فرح الى اصدقاء احزان.. اقول لك يا عزيزتي الامر ليس في ايدينا الامر يقدره الله سبحانه وتعالى .. اتدرين ماهو الامر اتدرين ما الذي حصل وتدرين ماذا نريد منك.. اتدرين ماذا نشاهد يوميا هنا في الارطاوية.. اتدرين كم الحالات الخطيرة التي استقبلها مستشفى الارطاوية خلال الاسبوع الماضي.. هل وصلتك الاحصائية يا عزيزتي من قبل هل علمت كم حالة حولت الى المستشفيات الاخرى.. عزيزتي هذا الانسان الذي كرمه الله هو خسارة بشرية بسبب الحوادث المرورية يفقده هذا الوطن.. هذا الانسان الذي عندما نشاهده ينزف دما ماذا يحصل لنا هل نحن متبلدون ليس لدينا مشاعر لا والله لا نتحمل ذلك المنظر وتتفجر بداخلنا براكين عاطفية.. هذا الانسان الذي عندما نشاهده تحول الى اشلاء بسبب سائق سيارة متهور.. كيف نكون وقتها.. هذا الانسان الذي عندما يصاب الكل يعلن حالة الطوارىء ويهب لمساعدته ونقله واسعافه.. هذا الانسان الذي بودنا ان يعيش في حماية الله من جميع الاقدار.. هذا الانسان الذي يقتل نفسه بنفسه بسبب سرعته.. هذا الانسان الذي هو اغلى من الجوهرة الثمينة.. الذي هو اغلى من الدانة التي داخل البحار.. هذا الانسان من اجله الجميع يعيشون ويكدحون.. من اجله ذللوا الصعاب.. عزيزتي الا ليت لدي القوة الاملائية التي تجعلني اعبر عمَّا يدور بداخلي حول هذا الانسان الغالي الثمين.. عزيزتي نشاهد اناساً وليس انساناً واحداً يموتون يوميا لدينا بالارطاوية نشاهدهم وقد مزقتهم مركباتهم واختطلت دماؤهم ولحومهم مع اكوام الحديد نشاهدهم وهم محمولون على الانعاش الحديدية محمولون الى ثلاجة الموتى والدماء تقطر من اجسادهم البريئة.. نشاهد أباً فارق الحياة وهو في معية اطفاله نشاهد أمّاً تفارق الحياة وهي ماسكة طفلها في حضنها.. نشاهد اكواماً من الحديد قد حملوها بعد ما اخرجوا المحتجز بداخلها ونقلوه الى غرفة الانعاش او الى ثلاجة الموتى.. والسيارة حملوها الى حجز المرور وقد انقسمت الى قسمين او تجمعت واصبحت كتلة حديدية واحدة.. كيف حال من بداخلها.. نشاهد طريقاً دولياً يكتظ بآلاف المركبات المسرعة المنطلقة .. نسمع اصواتها لا تنقطع ليلا ونهارا.. نشاهد انوارها.. نسمع ابواقها جميعها متجهة بسرعة جنونية عالية وتعبر طريقاً دولياً ذا مسارين.. واصابة ما يقارب 39 شخصاً ما بين اصابات خطيرة ومتوسطة.. عزيزتي هل هذه الاحصائية توقظ القلوب النائمة.. هل هذه الاحصائية تعتبر قليلة خلال شهر رجب فقط ناهيك عن الاشهر الاخرى.. عزيزتي نريد دراسة لهذا الطريق ووضعه الحالي ماهي اسباب الحوادث وماهي اغلب الحوادث التي تتكرر ومتى تقع اغلبها وماهي المواقع التي تشهد اعدادا اكثر من غيرها من المتسبب وماهي الاسباب المؤدية لذلك؟؟.. عزيزتي اذا كان الحوار ثنائياً بيننا فاننا من خلال ما نشاهده هذا الطريق ما زال في طور التوسعة حيث تجري توسعته الى مسارين وما زالت الشركة المنفذة للطريق تتمتع بعقد طويل المدى حيث ينفذ على مراحل ما زالت بعضها لم تنته ونقول الله لا يغير عليهم، ايضا الطريق يشهد وجود جمال سائبة والجهات المختصة ما زالت محتارة امام هذا العدد الهائل من الجمال السائبة ولا يعلمون كيف يتعاملون معها لانها بحاجة الى صاحب خبرة طويلة في الابل وخاصة السائبة ونقول لهؤلاء ابحثوا عن حلول ولو تحديد مواقع يتم حجزها فيها والاعلان عنها وبالتالي بيعها في مزاد علني والا الابل اغلى من ارواح البشر لكن تذكروا أن كل طفل اصبح يتيماً بسبب هذه الجمال السائبة الراقدة على هذا الطريق، تذكروه عندما فارق والده الحياة وهو ما زال في المهد بجواره، حنوا عليه ولا تنسوا والده من الدعاء جزاكم الله خيراً.. وايضا الجمال اذا هي توفت ادعوا لها بالرحمة واذا راجعكم صاحبها قولوا الله يخلف عليك ويعوضك غيرها كيف لا والابل الآن اسعارها تجاوزت المليون.. فلاشك انه سوف يحزن على الكحيلة او الحدباء كما يسميها اما الانسان الذي تسببت في وفاته وترك أطفالاً أيتاماً فقد يكون مؤّمناً ولا يهتم من دفع الدية وبالمناسبة ادعوا لشركة التأمين.. الامر الثالث هو عدم وجود دوريات امن طرق على هذا الطريق اطلاقا فهي عليها حظر لا يمكن ان تصل اليه ولا يمكن ان تسأل عنه فهذه الدوريات لها دور كبير في الحد من السرعة الجنونية ومباشرة الحوادث فور وقوعها وتنبيه المسافرين ليلا ومساعدتهم ولكن هذا الطريق ما زال ينتظرها.
مرة اخرى هذه رسالتي يا عزيزتي آمل ان لا يغتالها النسيان وان تصل الى وزارة النقل والى الادارة العامة للمرور والى القيادة الخاصة لامن الطرق والكل يأخذ نصيبه منها واعذروني بالقصور لأن الذاكرة خانتني واذا ارادوا ان يقوموا بزيارة فرافقيهم يا عزيزتي الى الموقع لعلهم يشاهدون على ارض الواقع ويطلبون الاحصائية من شرطة الارطاوية عسى ان تتبدل مشاعرهم من كثر ما شاهدوا من جثث ودماء واصابات ولا ننسى الهلال الاحمر والدفاع المدني والمستشفى ونقول الله يكون في عون الجميع.

مناور بن صالح الجهني - الأرطاوية

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved