في أسبوع مضى ألقى فضيلة الشيخ إبراهيم بن محمد الخرعان المدرس بمعهد الأفلاج العلمي أمام جموع المصلين وقال: «إن الآباء تركوا لأبنائهم الحبل على الغارب مما أدى إلى فساد بعض الشباب..» الخ حديثه أثابه الله.
وترك الحبل على الغارب للأبناء ليس في الأفلاج وحدها بل في مواضع كثيرة من البلاد فبعض الآباء لا يسألون عن أبنائهم ولا يعرفونهم إلا في البيت وهذا العمل مناقض لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته» الحديث.
فالأب الذي لا يحسن رعاية أنبائه ماذا يكون جوابه يوم الميعاد أمام ربه الكريم؟ لا يا آباء، ليس هذا من حسن الرعاية بل يجب على الأب أن يسأل عن ابنه في البيت يسأل أمه عن تصرفاته معها ومع أخوته.. وفي المدرسة يسأل مدرسيه عن أخلاقه ومدى فهمه لدروسه.. وفي الشارع يسأل عنه أصدقاءه.. ويجب على الأب أن يسير نفسية ابنه واتجاهاته الشخصية حتى يستطيع أن يثقف ابنه وينشأه تنشئة إسلامية، ومن مستلزمات الرعاية أيضاً أن يرعى الأب ابنه في مطالعته للكتب، فمثلاً المجلات الخليعة والكتب المسمومة الأفكار تشوه عقله وتولد عنده بعض الأفكار اللاإسلامية، فيجب على الأب أن يستبدلها لابنه بالكتب الإسلامية مثل كتب المنفلوطي التي تناسب أفكار الشباب، ومثل كتب محب الدين الخطيب وكتب سيد قطب والكتب الأدبية الطيبة والمجلات والصحف النظيفة مثل مجلة البعث الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والمنهل وسائر الصحف السعودية والشباب السائر على هذه الوتيرة حري بالنجاح والظفر بسعادة الدارين.. ومن شط عاش حياة شطط وقلق من الدنيا.. والابن الفاسد إما إن أباه تركه يعيش كيف يشاء فلا يبالي بابنه وترك الأيام تفعل به ما تشاء، وأما أن الابن نشأ في بيئة أفسدته كأن يكون أبوه به بعض الشطط مما سهل للابن أخذ الصورة كاملة عن والده، فيا معشر الآباء اتقوا الله وراقبوه فيما وضع أمانة بين أيديكم ولا تدعوا أبناءكم في مهامه الفساد والبطالة.. ومجتمع تكاتف رجاله على حفظ أبنائهم حري بالنجاح والرقي وسمو الشرف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقيان عمر لحيان/الأفلاج
|