* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
قال وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤول موفاز مساء الأحد: إن إسرائيل قريبة (اليوم)، أكثر من أي وقت مضى، من الحصول على معلومات عن مصير الملاح الجوي الإسرائيلي (رون أراد).
وأشار موفاز إلى أن الثمن الذي طُلب من الإسرائيليين دفعه، مقابل الجنود الثلاثة المختطفين لدى منظمة حزب الله، بالاضافة إلى (إلحنان تننباوم) هو ثمن باهظ.
وتطرق موفاز، في محاضرة ألقاها خلال اجتماعه بأعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاد الصناعيين في تل أبيب، إلى قضية (رون أراد) بقوله: لقد أجرينا في المدة الأخيرة مفاوضات طويلة ومعقدة، بذلت خلالها جهود من أجل التوصل إلى معلومات حول مصير مرشد الطيار الإسرائيلي الأسير، (رون أراد).. وقد كان القرار صعبا.
وأضاف موفاز: المسؤولية كبيرة جدا، لكن بإمكاني اليوم أن أواجه الجميع، بما في ذلك أبناء عائلة أراد، وأقول إننا بذلنا كافة الجهود.. ولم أكن لأقبل بهذه الصفقة، لولا أنها الصفقة الأفضل التي كان يمكن التوصل إليها.. إسرائيل قريبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، من الحصول على معلومات قد تلقي الضوء على مصير (رون أراد).. أقول ذلك بحذر، لأننا أمام عدو قاس، ويجب الانتظار حتى الانتهاء من الصفقة.
ونوه موفاز إلى التزام إسرائيل بإعادة المواطنين والجنود المختطفين بقوله: الثمن الذي طُلب منا دفعه باهظ جدا.. وقد كنت أشعر بالقلق في مراحل المفاوضات المختلفة، وفي لحظات إنهاء التسوية، حتى نبضات القلب تغيرت.
وكان الشيخ حسن نصر الله أعرب خلال مؤتمر صحفي عقده في بيروت، لإيضاح تفاصيل الصفقة، أعرب عن خشيته من عدم تطبيق الصفقة بقوله (هاجسنا الوحيد) الآن هو عدم تطبيق الصفقة من قبل الجانب الإسرائيلي.. نتمنى أن يتم تنفيذها وفق ما اتفق عليه.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، أرييل شارون، قد قال يوم أول أمس الأحد: لقد تم استكمال صفقة الأسرى، كما صودق عليها في الحكومة الإسرائيلية، مضيفا: ان الصفقة لم تتضمن (رون أراد)، وسندفع مقابله ثمنا إضافيا.
وحسب ما رشح عن المصادر الإسرائيلية، من المقرر أن تنشر إسرائيل، (يوم الاثنين الماضي)، قائمة الأسرى الفلسطينيين الأمنيين ال (400)، الذين من المتوقع أن يفرج عنهم مقابل جثث الجنود الإسرائيليين الثلاثة المخطوفين والعقيد (احتياط) إلحَنان تِنِنباوم.
وكان الطاقم الإسرائيلي الذي يبحث موضوع قائمة الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم، اجتمع يوم الأحد الماضي، بهدف بلورة قوائم الأسرى الذين سيتم إخلاء سبيلهم.. ويرأس الطاقم المدير العام لوزارة القضاء الإسرائيلي، (أهارون أفراموفيتش)، كما أنه يشمل ممثلين عن وزارة القضاء والنيابة العسكرية وجهاز «الشاباك» والشرطة ومصلحة السجون.
وحسب المصادر الإسرائيلية من المقرر أن ينتهي الطاقم من عمله مساء الاثنين (الماضي)، ليتم نشر قائمة الأسرى في موقع مصلحة السجون على شبكة الإنترنت، وذلك قبل تنفيذ الصفقة بـ48 ساعة، بهدف إعطاء فرصة لتقديم الاعتراضات والالتماسات إلى محكمة العدل العليا.
وتقول المصادر الأمنية في إسرائيل: يعمل الطاقم المذكور وفق معايير متفق عليها تقضي بعدم الإفراج عن أسرى فلسطينيين قتلوا إسرائيليين.
وفي هذا الصدد قال ممثل (مقر متضرري العمليات) في إسرائيل، المحامي (زِئيف دسبِرغ): إن المقر ينوي تقديم التماس إلى محكمة العدل العليا ضد عملية الإفراج، إذ علم أن القائمة تتضمن حتى الآن سجينين ممن (أيديهم ملطخة بالدماء)، ولا يخضعون للمعايير التي قامت الحكومة نفسها بتحديدها.
وجاء من مصلحة السجون الإسرائيلية أن الأسرى الفلسطينيين، الذين سيتم الإفراج عنهم يتواجدون في السجون التالية: شكما، نَفحا، إيشِل، هَداريم، شطا وأشمورِت.. وسيتمّ نقل جميع الأسرى المفرج عنهم (يوم الخميس المقبل) إلى منشأة واحدة لم يُفصح عنها، وعندما تصدر الأوامر، سيقوم الجيش الإسرائيلي بنقل الأسرى الفلسطينيين إلى المناطق الفلسطينية، بينما سيتم نقل الأسرى الذين ينتمون إلى دول عربية إلى مطار بن-غوريون، حيث ينقلون من هناك عن طريق الجو إلى مينخن، لا يوجد أي تنسيق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وبين السلطة وحزب الله، بشأن إطلاق سراح الأسرى.
وفي هذا السياق وصف نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الإفراج عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين من داخل السجون الإسرائيلية بالإنجاز الهام، نافيا وجود أي تنسيق مع الجانب الفلسطيني بخصوص عملية الإفراج.
وقال أبو ردينة في تصريحات إذاعية رصدتها «الجزيرة»: انه لا يوجد تنسيق مع الجانب الفلسطيني بخصوص الأسماء التي سيفرج عنها في إطار صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل.
وشدد أبو ردينة على ضرورة أن تقوم إسرائيل بالإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.
من جهته رحب وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين هشام عبد الرازق بالإفراج عن أي معتقل فلسطيني موجود داخل السجون الإسرائيلية، موضحا ل«الجزيرة»: لا يوجد أي تنسيق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وبين السلطة وحزب الله بشأن إطلاق سراح الأسرى، مؤكداً على انه لا يتوفر لدى الجانب الفلسطيني أية معلومات حول هوية المعتقلين الذين تنوي إسرائيل إطلاق سراحهم ضمن صفقة تبادل الأسرى.. وفي هذا الصدد كانت مصادر تحدثت عن أن اتصالات جرت مؤخرا بين حزب الله ومسؤولين في السلطة الفلسطينية، بخصوص أسماء الأسرى الذين سيطلق سراحهم ضمن الصفقة.
وأكدت تلك المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها: على أن عددًا من قادة كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، والذين اعتقلوا خلال الانتفاضة الأخيرة سيفرج عنهم، كما هو متوقع، في إطار الصفقة.
|