* موسكو سعيد طانيوس:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أن العلاقات الروسية الأمريكية ترتكز على أساس متين وهو ما «يمكننا من تجاوز ما بيننا الآن من اختلافات حول تكتيك ترتيب العلاقات الدولية والمحافظة على مصالحنا الوطنية».
وأشار الرئيس بوتين إلى ان علاقات روسيا مع الولايات المتحدة شهدت تطورا إيجابيا منذ ان أجرى مباحثات مع الرئيس جورج بوش في أيلول (سبتمبر) الماضي في كامب ديفيد.
وأكد ان الجانب الروسي يعتبر تطور العلاقات الروسية الأمريكية إنجازا حققته السياسة الخارجية الروسية وإدارة جورج بوش.
وقال الرئيس بوتين «إننا نسير إلى تنفيذ ما وضعناه من خطط في كامب ديفيد والتعامل مع مسائل الاستقرار الاستراتيجي في مجال حساس مثل الفضاء. وعلى أي حال فإن ما وضعناه مع الرئيس بوش في قائمة الخطوات التي تتمتع بالأولوية القصوى يظل في مركز اهتمام خبرائنا ونسير إلى تنفيذ هذه الخطط».
وأشار إلى ان العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والولايات المتحدة تشهد تطوراً ويتوطد التعاون في مكافحة الإرهاب. وأضاف ان هناك تعاونا وثيقا في أفغانستان.
وابلغ بوتين باول أن روسيا تتعامل مع مسألة ديون العراق وسوف تناقش هذه المسألة في إطار نادي باريس مشيرا إلى أن المناقشات حول إعادة الأمور في العراق إلى طبيعتها تستمر «وأننا مثلكم نرى ضرورة عودة الأمم المتحدة إلى العراق».
وأضاف الرئيس بوتين أن موسكو شهدت مباحثات مع مجلس الحكم الانتقالي العراقي مؤخراً مشيراً إلى أن استقبال قادة روسيا لوفد مجلس الحكم العراقي جاء دليلا على «أننا ندعم المجلس معنوياً وسياسياً».
وهنأ الرئيس الروسي الولايات المتحدة الأمريكية على نجاح عمليات دراسة كوكب المريخ. وقال أثناء لقائه مع باول: «لقد تعرفنا باهتمام على الخطط الكبيرة للرئيس جورج بوش في مجال دراسة واستغلال كوكب المريخ وكوكب القمر».
كما أكد على إمكانية تعاون البلدين في هذا المجال.
من جانبه أعرب وزير الخارجية الأمريكي عن سعادته لإمكانيات التعاون بين البلدين في مجال الفضاء.
وكان وزيرا الخارجية الروسي والأمريكي إيغور إيفانوف وكولن باول قد اجريا مباحثات مطولة قبل لقاء باول مع بوتين اعتبر خلالها ايفانوف أن الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة وروسيا هو بناء نظام دولي آمن وديمقراطي.
وأشار ايفانوف إلى أن البلدين تمكنا في العام الماضي بسبب الجهود التي بذلاها من تحريك العلاقات الثنائية في جميع اتجاهاتها حيث حدد الرئيسان بوتين وبوش في لقائهما خطوات فعلية لتطوير العلاقات الروسية الأمريكية. وصرح وزير الخارجية الأمريكي أثناء محادثاته مع نظيره الروسي في موسكو أمس بأن العلاقات الروسية الأمريكية تقف على أساس قوي.
وأشاد بمستوى العلاقات الأمريكية الروسية حيث أشار في حديثه مع الصحفيين إلى أن البلدين يتمتعان بوجود علاقات جيدة ويتعاونان في مختلف المجالات.
وقال باول إن مجلس روسيا الناتو يعمل بشكل فعال حيث يجري أعضاء الحلف محادثات استراتيجية مع زملائهم الروس في مختلف المجالات.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي وقوع الكثير من الأحداث الجيدة في العلاقات بين البلدين. كما أنهما يجريان مشاورات ويتبادلان الآراء في المجالات التي تبرز فيها بعض الأسئلة. وشدد باول على التعاون المتين بين الرئيسين بوش وبوتين.
كما أشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن واشنطن ترى في شخص بوتين الرئيس الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى أبناء شعبه واستطاع أن يعيد النظام في البلاد بدرجة معينة.
ودافع باول عن حكم الرئيس الروسي ففند بعض ما يذكره المحللون السياسيون بشأن تحول نظام الحكم في روسيا إلى نظام تحكمي. معتبرا أن هذا الحكم غير عادل ولا ينطبق على روسيا لأن الديمقراطية الموجهة ديمقراطية هي الأخرى. والشيء المهم هو أن تسير تلك الديمقراطية في الاتجاه الصحيح.
هذا وقد وصل وزير الخارجية الأمريكي كولن باول إلى موسكو يوم أمس قادما من تبليسي حيث اجرى محادثات مع الرئيس الجورجي المنتخب ميخائيل ساكاشفيلي.
قال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية الروسية ل «الجزيرة» ان مباحثات باول مع المسؤولين الروس تناولت فضلاً عن المسائل الخاصة بالعلاقات الثنائية والقضايا الدولية بما في ذلك الوضع في العراق وإعادة بناء الاقتصاد العراقي وتسوية نزاع الشرق الأوسط والتعاون في مكافحة الإرهاب والوضع في مناطق العالم الهامة، تناولت الوضع في الساحة السوفيتية سابقا.
وأكد المصدر ان الساحة السوفيتية سابقا مجال مصالح استراتيجية روسية ولايمكن ان تكون هناك أي مساومة بين روسيا والولايات المتحدة مشيرا إلى ان من مصلحة روسيا إقامة علاقات جيدة طيبة مع بلدان الجوار دون اي وساطة من خلف المحيط.
وأضاف ان واشنطن تدرك ذلك. وبما ان من مصلحة روسيا والولايات المتحدة ان تزدهر بلدان المنطقة وتستقر أوضاعها فإنه لا يجوز ان تتحول الساحة السوفيتية سابقا إلى ميدان للمنافسة بين الدولتين.
وكان الجانب الأمريكي قد ذكر ان باول ينوي بحث الوضع في جورجيا مع المسؤولين الروس بما في ذلك مسألة إجلاء القواعد العسكرية الروسية عن هذا البلد، في حين أكد الجانب الروسي ان روسيا قادرة على حل هذه المسألة من خلال الاتصالات بالمسؤولين الجورجيين ولا تحتاج إلى أي وسيط.
وطلب الجانب الروسي من الجانب الأمريكي تزويده بمعلومات مستفيضة عن عمليات تفتيش من المفروض إجراؤها في ليبيا وحول التعاون على منع تسرب مكونات السلاح النووي من باكستان.
والتقى وزير الخارجية الأمريكي الذي تستمر زيارته للعاصمة الروسية حتى 27كانون الثاني كلاً من وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف ورئيس مجلس النواب (الدوما) بوريس غريزلوف أيضا.
|