في محاضرة للمفتي العام عن (أثر الإرهاب على المجتمع):
الشريعة جاءت لتحمي النفوس وتحقن الدماء وتحرم قتل الأبرياء

* مكة المكرمة - عمار الجبيري:
ألقى سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ يوم أمس محاضرة بعنوان (أثر الارهاب على المجتمع والمنهج الصحيح في مواجهته) وذلك بقاعة الأمير فيصل بن فهد بجامعة أم القرى.
وفي بداية المحاضرة أكد أن الشريعة الاسلامية جاءت لتحمي النفوس وتحقن الدماء وتحرم قتل الأبرياء وتجعل ذلك جريمة نكراء سواء كان المقتول مؤمنا أو كان معصوما من معاهد أو مستأمن كما جاءت الشريعة الاسلامية لتحمي الأموال المصونة والعقول وتصونها من أن يتطرق اليها ما يكدر صفوها وفكرها فحرمت المسكرات والمخدرات ورتبت عليها العقوبة العظيمة
وشدد سماحته على الالتزام بالعهود والمواثيق محذراً من الخيانة والغدر لأن الله لا يحب الخائنين مبينا الارهاب وأثره في المجتمع وكيف يواجه المجتمع هذه الظاهرة الكبيرة مشيرا الى ان الاسلام بريء من الظلم والعدوان والتجني وان من نسب الى الاسلام غير ذلك فهو ما بين كاذب وملبس وما بين جاهل لا يفهم وان الارهاب على حسب ما اصطلح عليه انه جناية على النفوس والممتلكات وان الاسلام بعيد عنه كل البعد بتعاليمه ومفاهيمه السمحة مشيرا الى ان مصطلح الارهاب نشأ قبل ما يقارب من 1200 عام وان الفرق التي نسبت الى الارهاب بظلمها وجرمها وعاشت في تلك الفترة الزمنية وقتلت أفضل الصحابة وخيرة الأمة.
وقال سماحة مفتي عام المملكة: إننا في المملكة العربية السعودية مجتمع ولله الحمد ظاهره الخير ومحافظ وسمات الخير والصلاح فيه كثيرة ظاهرة تطبيق حدود واظهار شعائر الله ولا نقول معصوما من الخطأ ولكن مجتمع الغالب عليه الخير وان حصل ما حصل لكن لا يزال في النفوس بقايا خير وهدي وان حصل في النفس ما حصل لكن بالجملة هذا المجتع عندما نقارنه بغيره تراه مجتمعا مثالياً بتوفيق من الله وصالحاً مهيئا للخير يقبلون الخير والنصح والتوجيه ونحن ولله الحمد مجتمع مترابط بعضه ببعض يدين لله بالاسلام ثم لولاة أمره بالسمع والطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وبين سماحته ان الارهاب إما أن يكون ناتجا من فكر سيىء وبغض للاسلام وطاعة للأعداء لينفذ غرضهم ويحقق مرادهم ولم يجدوا ثوبا يلبسونه إلا ثوب الاسلام ليقنع به الناس والله يعلم أنهم كاذبون ومفسدون أو يحمل على الارهاب غيرت بعض الناس على الحرمات وكثرت المنكرات ولكنه لا يكون عنده توازن بين الخطأ والصواب لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد أن يحقق الموازنة والوسطية.
وأكد ان الارهاب أمره خطير فهو يزحزح أمن الأمة ويأتي على الممتلكات فيدمرها والى النفوس البريئة فيقتلها بأي سبب وان الارهابيين لا يعرفون العواقب وماذا وراء هذه التفجيرات من أضرار على الأمة في حاضرها ومستقبلها وان الارهاب يبقى مرفوضا في شريعتنا وليس في ديننا ما يدعمه أبداً وليس في أهل العلم والتقوى من يدعمه بل المسلمون وعقيدة السلف الصالح ضد هذا الارهاب وان عقيدتهم طاعة ولاة الأمر والصبر عليهم ما لم يأتوا بمعصية وعدم الخروج عليهم ولا تنزع الطاعة عنهم لمجرد خطأ وقع لأن جمع الكلمة وتآلف القلوب وسد الطرق على من يريد الفساد مطلوباً شرعاً
وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ :إن واجب المسلمين أن يواجهوا هذه الأمور بالتوعية ومعالجة الفكر بالفكر لأن الأفكار المنحرفة لابد من معالجتها بفكر صائب وتقصي ما لدى هؤلاء من شبه وما لديهم من أمور لبس فيها الحق بالباطل ثم نبين الحق لهم وننقذهم من باطلهم وشدد سماحته على ضرورة تحصين الشباب بتوعية صادقة في الأيام الحاضرة والمستقبلة وألا يضعوا للآراء الوافدة التي لا علاقة لهم بدينهم وأن يزنوا كل رأي وقول يأتيهم بالميزان العظيم ولينظروا ما هي عواقب هذا الرأي وما نتائجه وليعرضوه على الكتاب والسنة وعلى ذوي الرأي والعقل والرزانة لأن الآراء الآتية ربما تكون خافية على بعض من يقل ادراكه ملبسة بلباس ومحاطة بسياج قد يظن الجاهل أنها حق ولكن عند الفحص والتأمل نجدها شراً وبلاءً لا تخدم هدفاً ولا تحقق غرضاً ولكن تدمر وتهدم.
وقال سماحته: إن الأعمال الارهابية التي حدثت في بلادنا في مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وغيرها أفعال لا يقدم عليها مسلم يخاف الله متسائلاً كيف تسمح نفس مسلم ان تدمر في بلاد الحرمين والنبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن حمل السلاح في الحرم مؤكداً على ان الواجب على الجميع توعية المجتمع وبيان الأخطاء وعدم الاصغاء الى ما تروجه بعض القنوات الفضائية والشبكات الأخرى التي تنشر الفساد كذباً وزوراً.