* لقاء - عبدالله العماري:
كشف وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل نائب رئيس اللجنة المشرفة على برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين لحج هذا العام، أن عدد الحجاج الذين تستضيفهم الجامعة مائتا حاج من عدد من الدول العربية والأجنبية؛ مثل: ماليزيا وتايلند واليابان ومصر وسوريا وغيرها من الدول.
وأبان د. سليمان أبا الخيل أن الجامعة أعدَّت برامج علمية وتوعوية لضيوف خادم الحرمين الشريفين كما هيَّأت لهم سبل الراحة التي تكفل لهم أداء الشعيرة على أكمل وجه. جاء ذلك في حوار خاص مع الجزيرة.. فإلى هذا اللقاء:
* ما الذي أعددتموه لضيوف خادم الحرمين الشريفين؟
- بمجرد وصول تكليف الجامعة لرعاية هؤلاء الضيوف تم تشكيل لجنة عليا برئاسة معالي مدير الجامعة د. محمد بن سعد السالم، وتفرع منها عدة لجان فرعية لكل منها مهمة محددة، فهناك لجنة خاصة بالمرشحين مهمتها متابعة جهات الترشيح واستقبال أسمائهم وإنهاء إجراءاتهم لاعتمادهم رسميًّا وإبلاغ جهات الترشيح بمواعيد الوصول والعودة حسب البرنامج.
وهناك اللجنة العلمية والإعلامية وتم تكليفها بعدة أعمال مهمة، منها:
- إعداد برنامج علمي توعوي فترة وجود الحجاج في مكة والمشاعر والمدينة المنورة، واختيار الكتب والمطبوعات التي ستوزَّع على الحجاج بلغاتهم، وتجهيز مكتبة مناسبة في مقر الإقامة، ووضع برنامج يومي يشمل أوقات المحاضرات والندوات والصلوات وأوقات الراحة. بالإضافة إلى استضافة أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وزيارتهم بأماكنهم سواء في مكة أو المشاعر المقدسة.
فضلاً عن الدروس والمحاضرات والندوات التي يلقيها أصحاب الفضيلة المرافقون لهذه اللجنة.
هذا بالإضافة إلى أن الجامعة تعاقدت مع جهات ومؤسسات تتولى بدورها السكن والمواصلات لضيوف خادم الحرمين الشريفين في كل من مكة والمدينة بأعلى المواصفات التي تليق بضيوف خادم الحرمين الشريفين.
* كيف يتم ترشيح الحجاج واستضافتهم؟ وكم يبلغ عددهم؟ وهل هم من دولة واحدة أم من عدة دول؟
- عدد الضيوف لحج هذا العام مائتا حاج، تم اختيارهم من عدد من الدول الإسلامية، خاصة الآسيوية منها؛ مثل: ماليزيا، وتايلند، ومصر، والمغرب، وسوريا، والأردن، والصين، واليابان، وجامبيا، وغيرها من الدول.
وقد تمت عملية الاختيار باتباع مراحل؛ حيث تقوم الجامعة بالتعرف على أسماء بعض مَن لديهم الرغبة بالحج، خصوصاً مَن كانوا ذوي هيئة هناك، ومَن لهم أثر وتأثير، ومَن عُرفوا بالحرص على الخير، ومَن عُرفوا أيضاً بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والقرب من هذه البلاد، ويتم التنسيق مع سفارات خادم الحرمين الشريفين في البلدان المراد استضافة الحجاج منها، وتأتي الأسماء من السفارات، ويُنتقى منها الأمثل فالأمثل؛ لأن العدد محدود، ولا يمكن استيعاب الجميع، وإلا فإن الجامعة لديها الرغبة في زيادة العدد لتعم الفائدة.
ومن ثَمَّ يتم التنسيق مع السفارات لترتيب وصولهم إلى المملكة.
* ما آلية العمل الذي من خلاله يتم استقبال الضيوف وتسيير أمور انتقالهم للمشاعر المقدسة حتى انتهاء الحج؟
- هناك لجنة معنية باستقبال الحجاج منذ وصولهم مطار الملك عبدالعزيز بجدة وحتى مغادرتهم إلى بلدانهم؛ حيث إن مهمتها استقبال الضيوف وإيصالهم إلى أماكن سكنهم في مكة، ومن ثَمَّ يتم نقلهم عبر الحافلات إلى المشاعر المقدسة.
* هل هناك برامج علمية تقدَّم فيها الدروس الخاصة للحجاج عن الحج وأعماله؟
- حرصت الجامعة على الاعتناء بهذا الأمر، وذلك من خلال اللجنة العلمية في البرنامج؛ حيث يتم إعداد برنامج علمي متكامل وشامل لجميع أنواع الدروس والمحاضرات والكلمات، منها ما يختص بالحج وأحكامه، ومنها ما يتعلق بالأخلاق والعقائد وغيرها، ويلقيها نخبة من أصحاب الفضيلة المشايخ المرافقون لهم. هذا بالإضافة إلى عقد لقاءات مع أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة.
* هل تُقام للضيوف ملتقيات علمية؟ ومَن أبرز المحاضرين في هذه الملتقيات؟
- قامت اللجنة العلمية بوضع برنامج منظم ودقيق يشمل استضافة أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وزيارتهم بأماكنهم سواء في مكة أو المشاعر المقدسة، وعلى رأس هؤلاء سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وسماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى، وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء.
* هل يتم تزويد الضيوف ببعض الكتب والمطبوعات التي تعينهم على فهم دينهم فهماً صحيحاً على منهاج الكتاب والسنة؟
- هناك الحقيقة مجموعة من الكتب والمطبوعات التي تُرشَّح من قبل اللجنة العلمية لكي يتم توزيعها على الضيوف، ويُحرص دائماً على أن تكون هذه الكتب نافعة لهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم على منهاج صحيح مستمدٍّ من الكتاب والسنة، كما يُحرص أن تكون من مؤلفات كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، خاصة ما يتعلق بنواحي سماحة الإسلام ويُسْره وسلامة العقيدة من الشوائب والشبه.
* هل يتم إعداد قاعدة بيانات لرصد البطاقات الشخصية للحجاج والاتصال بهم في المستقبل للاستفادة منهم؟ وما آلية هذا الرصد؟
- هناك في الحقيقة إعداد مبكر لاستبانات تتضمن معلومات كاملة عن المُستضاف من حيث اسمه وعنوانه وأرقام هواتفه وبريده الإلكتروني، يضاف إلى ذلك بعض الأسئلة ذات الصبغة العلمية والموضوعية لهؤلاء الحجاج ليجيبوا عليها.
وتقوم الجامعة بوضع هذه المعلومات في قاعدة بيانات، ويتم التواصل مع هؤلاء الضيوف بعد عودتهم إلى بلدانهم بإرسال الكتب والمطبوعات العلمية
ليستفيدوا منها ويُفيدوا غيرهم، ولتساعدهم في الدعوة إلى دين الله القويم.
* ألا تقف اللغة عائقاً أمامكم في التواصل مع ضيوف خادم الحرمين الشريفين؟ وكيف تتغلبون عليها؟
- تمتلك جامعة الإمام رصيداً ثميناً من رأس المال البشري المتخصص من أهل العلم والخبرة العالية. ومن هنا، فإن جامعتنا لها خبرة عريقة وعلاقة وطيدة مع قطاعات كبيرة من طلاب العلم من أنحاء العالم، ومنها قارة آسيا وأفريقيا، كما أنه يدرس فيها ما يزيد على تسعين جنسية من أبناء العالم الإسلامي.. لذا تكوَّنت لدينا خبرة كبيرة في التعامل مع هؤلاء، مما يسهل ويساعد على نجاح مهمتنا مع ضيوف خادم الحرمين الشريفين سواء في المجالات العلمية أو الإدارية أو الصحية وغيرها.
* كلمة تختمون بها هذا اللقاء؟
- ختاماً، لا يسعني في نهاية هذا اللقاء إلا أن أتقدم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين بأزكى آيات الشكر وأوفره على ما يقدمه رعاه الله وحفظه للإسلام والمسلمين في جميع أصقاع الأرض من خدمات جليلة، ومنها هذه الاستضافة الكريمة، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن تظل راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» خفاقة، وأن يوفق ولاة أمورنا لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، وأن يتقبل من الحجاج حجهم، ويمن علينا وعليهم بالقبول والإحسان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
| 
