لا يرتبط الاستعداد للحج بمجرد اقتراب هذه الأيام الطيبة المباركة حيث إن هذا العمل متواصل طوال العام بمشاركة جميع أجهزة الدولة فضلاً عن مبادرات كريمة من قبل المحسنين والجمعيات التي تتطوع بخدماتها في صورة زاهية ومشرقة لتضافر المجتمع بشقيه الرسمي والأهلي لخدمة ضيوف الرحمن.
وطوال سنوات عديدة تتواصل هذه الخدمات حتى إن خدمة ضيوف الرحمن باتت راسخة في نفوس مواطني هذه البلاد مع جهود متواصلة لتقديم الأفضل عاماً بعد آخر.
وتخضع هذه الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن لنهج علمي وتخطيط دقيق ينبعان بشكل خاص من خلال المناسبة وقدسيتها باعتبار أن الخدمة المقدمة تأتي في سياق تسهيل أداء الفريضة لما يرضي المولى عز وجل، ولهذا فإن هذا العمل يتخذ أولوية عن سياسات الدولة وتحظى كل جوانبه باهتمام رفيع من قِبل خادم الحرمين الشريفين وكافة المسؤولين.
ويتمثل أحد جوانب هذا الاهتمام في التوسعتين الكبيرتين بالحرمين الشريفين بتكلفة تقارب المائة مليار ريال لكي يستوعب الحرمان في كل منهما ملايين المصلين في وقت واحد، فضلاً عن تزويدهما بكل المرافق اللازمة بما يعين على أداء الفريضة وزيارة الموقعين بكل يسر وسهولة.
هذا الاهتمام يظهر في جانب آخر في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج وهي مؤسسة علمية يُقدم عليها العلماء من مختلف التخصصات وتنجز العديد من الأبحاث فيما يتصل بخدمات الحجاج في عدة مجالات بدءاً من احتياجاتهم الاستهلاكية إلى تنقلاتهم بين مختلف المشاعر.
وتستفيد خطط الحج بصفة عامة من المشاكل التى تطرأ في موسم الحج كل عام وهناك إيجابيات ينبغي التركيز عليها وملاحظات تتحول إلى إنجازات على أرض الواقع متى ثبتت جدواها.
|