في مثل هذا اليوم من عام 1964، اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية الاتحاد السوفيتي بإسقاط طائرة أمريكية ضلت طريقها في المجال الجوي لألمانيا الشرقية. ولقي ثلاثة ضباط أمريكيين كانوا على متن الطائرة مصرعهم في الحادث.
ورد الاتحاد السوفيتي بأن الطائرة كانت عملية «استفزاز كبير» لهم، وأن الحادث هو تذكرة سيئة بالتوتر المتصاعد بين الشرق والغرب في حقبة الحرب الباردة.
وذكرت القوات المسلحة الأمريكية أن الطائرة كانت في رحلة تدريبية فوق غرب ألمانيا وأن الطيارين فقدا الاتجاهات بسبب عاصفة ترابية شديدة مما أدى إلى حياد الطائرة عن مسارها الطبيعي حوالي 100 ميل.
وقد أثار الهجوم السوفيتي على الطائرة غضب وزارة الخارجية وزعماء الكونجرس، بما فيهم السيناتورهيوبرت اتش، هامفري، الذي اتهم السوفيت بتعمد إسقاط الطائرة «لكسب موقف هجومي» في مناورات الحرب الباردة، ومن جانبهم، رفض السوفيت الادعاءات الأمريكية وأجابوا بأن لهم «كل الحق في عدم الاعتقاد بأن ذلك كان خطأ أو غير مقصود بل كان اختراقاً واضحاً»وادعى المسؤولون السوفيت بأنهم أعطوا أوامر للطائرة بالهبوط ولكنها رفضت التعليمات، وبعد الحادث مباشرة، سمح للضباط الأمريكيين بالسفر إلى ألمانيا الشرقية لإعادةالجثث والحطام، ومثل جميع حوادث الحرب الباردة، التي تشمل إلقاء القبض على جواسيس مشتبه فيهم واحتجاز سفن، فقد نتج عن هذا الحادث تبادل الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، بيد أن كلتا الدولتين كان لديها قضايا أكبرللاهتمام بها: فكانت الحرب الفيتنامية تشغل الولايات المتحدة ، وكان الاتحاد السوفيتي يتعامل مع الانشقاق الكبير الحادث في الصين الاشتراكية، وعلى الرغم من ذلك، فإن الوفيات كانت تذكرة أخرى بأن الشك المثار والتوتر القائم بسبب الحرب الباردة لديه القدرة على التنفيس عن نفسه في عملية قتل أو تدمير لا معنى لها.
|