في مثل هذا اليوم من عام 1917، عادت القوات الأمريكية أدراجها من المكسيك بعد أن أمضت 11 شهراً من البحث العقيم عن الثوري المكسيكي بانكو فيلا المتهم بقيادة هجوم دموي على مدينة كولومبس في نيو ميكسيكو. وفي 1914، وعقب استقالة القائد المكسيكي فيكتوريانو هيورتا، اندلعت المعارك بين بانكو فيلا وحليفه الثوري السابق فينيوستيانو كارانزا من أجل الصراع على السلطة، وبنهاية عام 1915 أجبر فيلا على الاتجاه شمالاً ناحية الجبال واعترفت الحكومة الأمريكية بالجنرال كارانزا رئيساً للمكسيك. وفي يناير 1916، قام فيلا بإعدام 16 مواطناً أمريكياً في سانت إيزابل شمال المكسيك، وفي 9 مارس عام 1916 قاد فيلا مجموعة مئات من رجال العصابات على طول الحدود وقام بالهجوم على مدينة كولومبس وقتل 17 فرداً، وقامت القوات الأمريكية بمطاردة المكسيكيين وقتلت 50 منهم بالأراضي الأمريكية وسبعين آخرين في مدينة مكسيكو. وفي 15 مارس، وبأوامر من الرئيس ويلسون، قام العقيد الأمريكي جون جي. بيرشنج بشن حملة عسكرية تأديبية داخل المكسيك للقبض على فيلا حياً أو ميتاً، وفي الـ11 شهراً التالية، فشل بيرشنج مثل كارانزا، في السيطرة على حالة الاستياء الثورية المكسيكية بسبب التدخل الأمريكي في أراضيهم مما أدى إلى حدوث أزمة سياسية، وفي 21 يونيو، تصاعدت الأزمة وتحولت إلى أعمال عنف، وذلك عندما قامت القوات الأمريكية بشن هجوم على قوات بيرشنج في كاريزال بالمكسيك راح ضحيته 17أمريكياً بين قتيل وجريح ولقي 38 مكسيكياً مصرعهم، وفي أواخر يناير 1917، عادت القوات الأمريكية إلى أراضيها بعد أن فشلت في مهمتها في القبض على فيلا وبسبب الضغط من جانب الحكومة المكسيكية.
هذا وقد واصل فيلا أنشطة حرب العصابات في شمال المكسيك حتى تولى أدولفو دولا هيورتا الحكم وقام بصياغة دستور إصلاحي، وتوصل فيلا إلى اتفاق سلمي مع هيورتا ووافق على اعتزال السياسة، وفي 1920، أصدرت الحكومة عفواً عن فيلا، لكن تم اغتياله بعد ذلك بثلاث سنوات في بارال.
|